رسالة للرئيس السيسى: الفيلم يليق بمكانة وتاريخ مصر ويسهم فى الترويج السياحى 3 أشهر تصويرا بالطائرة لكل معالم مصر ستنتج «ساعة ونصف الساعة» عرضا
جميع شركات الإنتاج من فرنسا وأوروبا والتعاون مع الجهات المصرية سيكون مساعدًا وليس شراكة إنتاجية
2019 «عام مصر» فى فرنسا وتفتتح الأنشطة بعرض فيلم «مصر من السماء»
فى قلب العاصمة الفرنسية باريس، التقينا المخرج والمصور العالمى يان آرتوس برتران، الذى اشتهر بإخراج أفلام يتم تصويرها بالكامل من السماء فى تجربة فريدة، والذى يعد أهم مخرج يجوب العالم بكاميراته الاستثنائية ليسجل اللقطات الحية.
وكانت المفاجأة أنه تقدم بالفعل للدولة المصرية للحصول على الموافقات لبدء تصوير فيلم وثائقى يروى تاريخ وحاضر مصر بطريقته الخاصة من السماء، بعد النجاح الباهر الذى حققه فيلما «الجزائر من السماء» و«المغرب من السماء».
ومن خلال تواصله مع المكتب الإعلامى بسفارتنا فى باريس، بدأت المستشارة الإعلامية رشا على، فى عمل دؤوب ومتصل لمخاطبة السلطات المصرية المختصة، وشرح أهمية اختيار المخرج «يان آرتوس برتران» مصر لتصوير فيلمه الجديد، وتمت بالفعل الموافقة على منحه الترخيص اللازم لبدء تصوير «مصر من السماء» خلال شهر سبتمبر المقبل لمدة ثلاثة أشهر طيرانا فوق جميع مناطق ومدن مصر.
وكان هذا الحوار ..
• لماذا اخترت مصر لتكون وجهتك المقبلة لتصوير فيلم عنها؟
مصر دائمًا أمامى ومن سنوات نشرت كتابًا مصورًا عن بعض مناطقها، وكانت جميع الصور ألتقطها من السماء، ومع تطور تكنيك التصوير وأدواته ومنذ بدء تصويرى أول الأفلام من الجو، كانت مصر حلمًا جميلاً يراودنى، فهى مهد الحضارات ولها التاريخ الحضارى الأكبر بين الدول، وتحتوى على مناظر طبيعية خلابة، ومدنها الكبيرة والصغيرة كل منها لها طابع خاص، بجانب أن هذا الفيلم سيسهم فى إعطاء دفعة للسياحة المصرية التى لها مكانة ومحبة خاصة لدىّ، وأعلم أنه سيكون من أهم أفلامى.
• بعد حصولك على جميع الموافقات متى ستبدأ التصوير؟
منذ شهور تقدمت بطلب إلى المكتب الإعلامى للسفارة المصرية، وتم على الفور تحديد موعد مع المستشارة الإعلامية السيدة رشا على، التى تعاونت معنا تعاونًا كبيرًا من اليوم الأول فى جميع المراسلات والتنسيق حتى حصولنا على الموافقة النهائية، لكن يقلقنى أن الموافقة جاءت على استخدام طائرة مختلفة عن الطائرة المطلوبة، وبرغم أن الطائرة المقترحة من الجانب المصرى أكبر وأحدث، فإنها لن تكون مثالية بفنيات اهتزازات الكاميرا، وشرحت للمستشارة رشا على ذلك، ووعدت بالتواصل مع الجهات المصرية، وقلقى نابع من الخوف على التأخر فى الموافقة، فالتصوير له فترات معينة من العام وأنسب وقت للتصوير من الجو فى مصر من شهر سبتمبر إلى شهر نوفمبر، بجانب التحضير وترتيب خريطة التصوير يأخذ وقت عمل كبيرا، فاحتياجى للموافقة على الطائرة التى تناسب التصوير يعتبر أهم شيء، حتى لا أضطر للانتظار للعام المقبل، خصوصا أن عام 2019 بفرنسا هو عام مصر، وقد تعاقدت مع القناة الفرنسية لإذاعة الفيلم حصريا فور الانتهاء من تصويره، وآمل أن يكون جاهزًا قبل بداية العام المقبل.
لذلك أطلب من مؤسسة الأهرام، هذه المؤسسة التى أعلم جيدًا عراقتها وتأثيرها الإعلامى، أن تساعدنى فى الإسراع بحصولى على الموافقة الخاصة بتعديل نوع الطائرة من جانب القوات المسلحة المصرية، ولهذا وافقت فورا على أن تكون مجلة "الأهرام العربى" أول مطبوعة صحفية فى العالم أعلن من خلالها تفاصيل فيلم "مصر من السماء".
• كيف ترى نوع المساعدة التى يمكن أن تقدمها "الأهرام" لإنجاز هذا العمل الضخم عن مصر؟
أتمنى أن يصل طلبى للمسئولين لأن التوقيت عامل مهم فى اختيار فترة التصوير، وأعتقد أننى لن أجد فرصة أهم من نشر حوار فى أحد إصدارات هذه المؤسسة العريقة ليصل طلبى، وبجانب النشر الصحفى آمل أن يكون دور مؤسسة الأهرام حاضنًا ومسهلاً للبدء فى التصوير.
وبرغم حصولى على الموافقة ببدء التصوير، فإن تجربتى السابقة خلال العمل على فيلم "الجزائر من السماء" تجعلنى قلقًا، حيث مرت الموافقات بمتاهات من التواصل الإدارى مع الحكومة الجزائرية استمرت عشر سنوات قبل بدء التصوير.
• شاهدنا أفلامك السابقة "الجزائر من السماء" و"المغرب من السماء" والفيلمان يرويان تاريخ وحاضر هاتين الدولتين، من هم شركاؤك فى مصر لكتابة السيناريو وتنقيح المعلومات التاريخية، ورسم الخريطة التصويرية التى ستبدأ وتنتهى منها؟
اخترت بالفعل فريق العمل، ومنهم كريم الفوال الذى سيكون بمثابة الدليل فى التعاون مع جميع الجهات، بجانب أن وزارة السياحة المصرية ستمدنا بجميع المعلومات والبيانات الرسمية الموثقة، وبالطبع التعاون المثمر المستمر مع هيئة الاستعلامات المصرية والمستشارة رشا على فى سفارتكم بباريس، والآن آمل أن تكون مؤسسة الأهرام أحد الشركاء فى التعاون لإنجاز هذا العمل الضخم، سنعمل مع الجميع، فمن البديهى أن فيلمًا عن مصر يشاركنا المصريون أنفسهم.
بجانب أن لى خبرة كبيرة سابقة فى مصر، فمنذ عشرين عامًا قمت بالتصوير الجوى لبعض المناطق والمدن المصرية وأصدرت كتابًا مصورًا عن مصر، فهى ليست التجربة الأولى فى مصر.
• لو انتهت مشكلة الموافقة على تغيير نوع الطائرة، ما المدة الزمنية للانتهاء من تصوير هذا العمل الضخم؟
لو تم حل مسألة نوع الطائرة، وهذا ما أتمناه، سيتم التصوير خلال 3 أشهر على الأكثر، لكن بسبب عوامل المناخ وصفاء الجو، لا بد أن أبدأ التصوير شهر سبتمبر المقبل، وكل تأخير عن هذا الموعد يعرضنا لتأجيل التصوير للعام المقبل فى نفس الفترة.
• كيف حصلت على الموافقات من الحكومة المصرية.. وما الجهة الرئيسية التى تتعامل معها؟
أنا أتحرك رسميا عن طريق مخاطبات صدرت من شركة الإنتاج التى أمتلكها، وعن طريق مخاطبة المكتب الإعلامى بسفارة مصر بباريس، وهى الجهة المنوطة بذلك والمكتب الإعلامى هو من خاطب الجهات المختلفة داخل مصر وهو من أبلغنى بالموافقة، حتى اعتراضنا على نوع الطائرة تم بمخاطبة المكتب الإعلامى المصرى بالسفارة والمستشارة رشا على هى من تقوم بمخاطبة الجهات داخل مصر، فهى حلقة الوصل الوحيدة التى تعاملنا معها.
• طلبكم باستخدام مروحية هل تمت مخاطبة هيئة الطيران المدنى فى مصر؟
نحن نتحرك حسب القانون المصرى، لذلك المنوط به الموافقة على الطائرة وتوفيرها وتحديد قيمة إيجارها هى القوات المسلحة المصرية، والمكتب الإعلامى للسفارة أوضح أنه قام بالحصول على تصديق القوات المسلحة المصرية ببدء التصوير وتوفير الطائرة فى التوقيت الذى طلبنا، ولكن يتبقى نوع الطائرة التى تصلح للتصوير، ولا تتسبب فى اهتزازات.
• وهل هذه الطائرة التى تريدها متوفرة فى مصر؟
بالطبع فهى طائرة أصغر وأقل إمكانات من التى تمت الموافقة عليها ولكنها الأنسب فنيًا للتصوير، وفى كلتا الطائرتين سيكون قائد الطائرة والمرافقون من الجيش المصرى.
• حدثنا عن تفاصيل الفيلم بجانب التصوير فهناك على سبيل المثال الموسيقى التصويرية والصوت المصاحب للتصوير، والذى سيلقى السيناريو المكتوب، هل سيكون تعاونًا مع مصريين؟
مصر لديها زخم وعدد كبير من الفنانين الموسيقيين المشهورين عالميا، وبالطبع سيتم التعاون مع أحد هؤلاء للموسيقى التصويرية، أنا لا أريد أن أعمل فيلمًا عن مصر، بل أريد أن أعمل فيلمًا جيدًا عن مصر.
وبخصوص الأداء الصوتى، شركتنا للإنتاج متعاقدة مع فرنسى من أصول عربية رائع وهو من قام بالإلقاء فى فيلمى "الجزائر من السماء" و"المغرب من السماء".
• سيكون الفيلم مكلفًا ماديًا، ما الجهة المنتجة لهذا الفيلم عن مصر، وهل يوجد إنتاج مشترك لأكثر من جهة؟
المنتج الرئيسى شركة إنتاج فرنسية أنا مالكها، بالتعاون مع عشرين جهة أخرى أهمها التليفزيون الفرنسى الذى سيأخذ حق العرض حصريا كأول تليفزيون يعرض الفيلم، وجهات أخرى خاصة بالعرض فى عدد من الدول الأوروبية، وشركات ومواقع إلكترونية لترويج الفيلم وعرضه على الإنترنت.
• هل هناك شركاء من مصر؟
لا.. جميع الشركات المشاركة من فرنسا وأوروبا، والتعاون مع الجهات المصرية سيكون مساعدًا وليس شراكة إنتاجية.
• تحدثت عن موافقات وتصديقات ومساعدات من الجيش المصرى ووزارة السياحة والهيئة العامة للاستعلامات، لماذا هذه الجهات ليست شريكة؟
أنت تسأل عن الشركاء فى التمويل الإنتاجى ولهم حقوق فى أرباح البث حول العالم، ولم تسأل عن شركاء العمل، فكل فريق العمل هم شركاء فى إنجاحه، بما فى ذلك «الأهرام العربى» لذلك أنا أعتبركم شركاء فى النجاح.
• هل بدأت فى كتابة سيناريو "مصر من السماء" وما تصورك لمدة العرض النهائى بعد التصوير؟
انتهيت بالفعل من كتابة السيناريو بالكامل، وتم تحديد خريطة بأماكن التصوير التى ستبدأ من ساحل البحر المتوسط، مرورا بالدلتا والإسكندرية والقاهرة وشرم الشيخ والغردقة وسيوة والصعيد والمعابد، والقاهرة وطبعًا الأهرامات، فالأماكن كثيرة حتى لا أنسى بعضها، ففى المجمل سيتم تصوير كل مصر من السماء، وسيخرج الفيلم بشكله النهائى للعرض فى ساعة ونصف الساعة، وقد أرسلنا جميع أماكن التصوير وأخذت جميعها الموافقات اللازمة للتصوير، عملنا خلال أشهر على التفاصيل، وكل شيء جاهز وتتبقى الموافقة على تغيير نوع المروحية.
• متى كانت آخر زيارة لك فى مصر؟
زرت مصر كثيرا وكانت آخر زيارة فى عام 2013.
• هل هناك عراقيل أخرى بجانب تغيير نوع المروحية الذى يقلقك؟
بالعكس لا توجد أى عراقيل والتعاون يسير بشكل رائع عن طريق المكتب الإعلامى للسفارة المصرية، وتكرارى لمشكلة المروحية هى للتأكيد على أهميتها، فبدون هذا التغيير لن أتمكن من التصوير وسيكون كل هذا الجهد والتصديقات والموافقات بلا نتيجة.
• أخيرًا ما الرسالة التى تريد أن تنقلها عنك «الأهرام العربى«؟
أتمنى أن تنقل "الأهرام العربى" رسالة إلى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وأنا أعلم يقينًا مما نرى ونشاهده مدى حبه لبلاده وعمله الدؤوب والمستمر فى جميع المجالات للنهوض بالدولة المصرية، ونرى حب الشعب المصرى له.. أقول لسيادة الرئيس: نعدكم أن نعمل على إخراج فيلم "مصر من السماء" بما يليق بمكانة وتاريخ مصر، ويسهم مساهمة حقيقية فى الترويج السياحى، ويعرف العالم معالم وجمال مصر بشكل لم يشاهده من قبل.