حالة من التشاؤم تسود مجتمعات بعض البلدان العربية خاصة بعد ثورات الربيع التي اندلعت شرارتها نهاية 2010 ومستمرة حتي الآن خصوصا في عدد من الدول العربية التي ما زالت تشهد أحداثا دموية والتي انعكست أثارها السلبية علي جميع البلدان العربية التي تواجه لأول مرة في تاريخها مثل هذه الأحداث الأشد دموية ولكن هنا طاقة أمل وبادرة نور ظهرت لمحاربة ومواجهة حالة التشاؤم وصناعة الأمل من جديد أطلقها العام الماضي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مبادرة "صنّاع الأمل"، كأكبر مبادرة عربية. وشهد الأسبوع المنصرم الإعلان عن الدورة الثانية من هذه مبادرة لتأتي استكمالا للدورة الأولي التي دُشنت في أواخر شهر فبراير من العام الماضي وحققت نجاحات مبهرة وسط تفاعل غير مسبوق في الوطن العربي، فاق عدد طلبات الترشيح من صناع أمل، أفراداً ومجموعات تطوعية ومؤسسات إنسانية ومجتمعية، وصلت إلي 65 ألف طلب من مختلف أنحاء الوطن العربي، وهو رقم فاق التوقعات، علماً بأن الرقم المستهدف للمبادرة كان 20 ألفاً وهو يؤكد أن الوطن العربي يتشوق لهذه المبادرات التي تقضي علي اليأس والتشاؤم كما أن الدرة الثانية من المبادرة استقطبت أكثر من نصف مليون زائر للموقع الالكتروني و40 ألف طلب ترشح خلال 3 أيام من اطلاقها واحتلت السعودية المرتبة الأولي في عدد طلبات الترشيح ومصر الثانية والإمارات الخامسة. المبادرة التي أطلع "الأهرام العربي"عليها محمد عبد الظاهر رئيس تحرير المكتب التنفيذي بدبي تؤكد على ترسيخ القيم الإنسانية خاصة أن هذه المبادرة تهدف إلى تكريم البرامج والمشاريع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية التي يسعى أصحابها إلى مساعدة الناس دون مقابل، ونشر الأمل وترسيخ قيم الخير والعطاء، وتعزيز الإيجابية والتفاؤل، وتكريس واقع أفضل في حياة الناس من حولهم، وصناعة الفرق في حياة الناس وتتجسد هذه القيم في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حفل الاطلاق الثاني حيث قال سموه "إن صناع الأمل في وطننا العربي، هم صناع الحضارة، وهم صناع المستقبل، وإن في كل إنسان بذرة خير، وكل شخص لديه القدرة على المساهمة الإيجابية، وصناعة الأمل في عالمنا العربي هي مهمة حضارية وأن هناك الآلاف من الرجال والنساء الذين يعملون بصمت من أجل إسعاد الآخرين دون أن ينتظروا أي مقابل.. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون التكريم"، مؤكدا: " أننا سنظل نحارب اليأس والتشاؤم في عالمنا العربي بآلاف القصص الاستثنائية وآلاف الأفراد من صناع التغيير الإيجابي"، لافتاً إلى أن: "أجيالنا بحاجة لقدوات من صناع الخير.. وهناك موجة إحباط في عالمنا العربي لا بد من محاربتها". ويهدف التكريم المعنوي والمادي لصناع الأمل في الوطن العربي، إلى تسليط الضوء على جهودهم والتعريف بهم، بوصفهم أبطالاً حقيقيين في مجتمعاتهم، ومعظمهم هم جنود مجهولون، لا يبحثون عن الشهرة. وقد تم تخصيص جائزة قدرها مليون درهم إماراتي، للحائز على لقب «صانع الأمل»، بهدف تشجيع صناع الأمل لمواصلة عطائهم ودعم مشاريعهم ومبادراتهم، كي يوسعوا دائرة نشر الأمل، وكي يرتقوا بالخدمات والأعمال التي يقدمونها، بحيث تشمل فئة أكبر من المستفيدين، كذلك، تسعى «صناع الأمل»، ضمن أهدافها، إلى تحفيز العديد من أبناء الوطن العربي، نساء ورجالاً، للانضمام إلى نادي صناع الأمل، هذا النادي الذي تكرّس بعد عام من إطلاقه، بوصفه منظومة العمل الإنسانية الأرقى والأكبر عربياً، التي نجحت في استثمار النزعة الإنسانية للعطاء إلى واقع على الأرض، من خلال مشاريع وبرامج ومبادرات حيوية، أسهمت، ولا تزال، في إحداث فرق نوعي في العديد من المجتمعات.