أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد أن القمة الخليجية الأمريكية والتي ستعقد في شهر مايو المقبل تأتي تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في القمة الأولى التي عقدت في الرياض العام الماضي، معربا عن تقديره للرئيس دونالد ترامب على اهتمامه بالعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدةالأمريكية. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، اليوم الثلاثاء، في ختام الاجتماع الوزاري لدول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي يأتي في إطار سلسلة الاجتماعات التي يقيمها التحالف ويتزامن مع مؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق والذي استضافته الكويت .
وردا على سؤال حول آليات التحالف لضمان عدم توغل الارهابيين العائدين من المناطق المحررة في المناطق السكنية، اكد الخالد ان جهود التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة قد غطت كل هذه الجوانب لمكافحة هذه الجماعات الارهابية والقضاء عليها، مؤكدا أن هناك مجموعة خاصة لمتابعة المقاتلين الاجانب والعمل على اضعاف وتفتيت تنظيم داعش من خلال تبادل المعلومات بين دول التحالف التي وصل عددها الى 75 بعد مشاركة الفلبين بالاضافة الى تجفيف منابع التمويل لاضعاف هذه المنظمة الاجرامية. من جانبه ذكر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أنه بحث مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عددا من القضايا على رأسها سبل دعم العلاقات الثنائية، والأوضاع في العراق وإيران وسورية، فضلا عن تداعيات الأزمة الخليجية التي مر على نشوبها 6 أشهر، مؤكدا أن المصالحة هي الأفضل للجميع ولأمن المنطقة، مشيدا بجهود الديبلوماسية الكويتية في حل هذه الأزمة بالتضافر مع الجهود الأميركية، مهنئا الكويت حصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن مما سيسهل مهمتها في معالجة القضايا الاقليمية والدولية، مثمنا دور الكويت في الضغط على كوريا الشمالية من اجل الامتثال للقرارات الدولية. وأشار إلى زيارة الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى البيت الأبيض في القمة الخليجية الأميركية المقبلة والتي ستشهد بحث التعاون الأمني والتجاري والتعليمي. ولفت الى ان التحالف الدولي قد حقق نجاحا كبيرا ولكن الحرب لم تنتهي ونحن ملتزمون بمحاربة داعش وحرمانها من نقل الأموال ونشر دعايتها المغرضة. وتابع: وضعنا رؤية للوضع المستقبلي للتحالف بعد دحر داعش في العراق وسورية من خلال المحافظة على ما تحقق من انجازات ويجب على العالم دعم سكان البلاد المحررة. وشدد على ان الكويت شريك في تحقيق الأمن والسلم في المنطقة ولطالما استضافت القواعد العسكرية الأميركية وتقدم المساعدات للمتضررين واللاجئين. وعن المساعدة التي ستقدمها الولاياتالمتحدة للعراق، قال ناقشنا تحقيق الاستقرار والبدء في نزع الألغام وإعادة توصيل الخدمات وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي، لافتا إلى أن الأموال التي أعلن عنها في المؤتمر جميعها تتعلق باعادة البناء والاعمار، مشيرا إلى أن هذا اهم شيء يمكن أن نقوم به للعراق. وفيما يتعلق بالوضع في مدينة عفرين، قال مستمرون في محاربة داعش، وسيتم مناقشة هذا الملف مع الجانب التركي حول الدور الذي ممكن نلعبه معا، كما ان القاعدة مازالت تعمل داخل سوريا. وعن الوضع الحالي في سورية، قال ان أميركا وقوات التحالف تسيطر على 30% من الاراضي السورية التي يقطنها عدد كبير من السكان بالاضافة الى حقول النفط، موضحا ان أميركا ليس لها دور خاطئ هناك ونلعب دورا في توحيد المعارضة والتواصل مغ روسيا والتي لها الاثر الاكبر على النظام من اجل العودة الى جنيڤ. وفي كلمته في افتتاح اعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الذي عقد صباح امس بقصر بيان بمشاركة 74 دولة اكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على ضرورة خلق افاق جديدة وتنسيق مشترك للتحالف الدولي «داعش» لوضع استراتيجية لمحاربة التنظيم الارهابي. وقال الخالد: على الرغم من التطورات الإيجابية والنتائج الملحوظة على أرض الواقع إلا أن المجتمع الدولي لا زال يواجه تهديدا مباشرا من الجماعات الإرهابية المسلحة والتي أصبح من الأهمية بمكان أن يبدأ تحالفنا في خلق آفاق جديدة في إطار استمرار الجهود الدولية والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ومتابعة وتطوير الاستراتيجية التي رسمها التحالف لمحاربة تنظيم «داعش». وقال الخالد ان «الجميع يدرك حجم الجهود الكبيرة التي بذلها العراق الشقيق والدول الأعضاء في التحالف الدولي في حربهم ضد ما يسمى بتنظيم داعش والتي تكللت بدحر هذا التنظيم من أراضيه»، داعيا الى بذل مزيد من الجهود في زمن السلم كما بذل في زمن الحرب. وأعرب عن أمله بنجاح الحكومة العراقية في ملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية لضمان عدم افلاتهم من العقاب وفق الآلية الأممية التي أنشأها مجلس الأمن تنفيذا للقراررقم (2379/2017) لتعزيز القدرات القضائية الوطنية العراقية في مجال جمع الأدلة الجنائية عن جرائم داعش فضلا عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالإرهاب وإيقاف تدفق الارهابيين الاجانب. وذكر ان استضافة الكويت للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق والذي تتزامن أعماله مع أعمال إجتماعنا الوزاري للتحالف الدولي يأتي لضمان إستباب الأمن والإستقرار ووحدة العراق واستقلاله وسيادته على أراضيه وتهيئة الظروف الملائمة للبدء بعملية إعادةالإعمار والبناء فيه. وأكد ان إستضافة الكويت لخمسة إجتماعات دولية حول مكافحة الإرهاب تتعلق باجتماع المجموعة المعنية بالاستقرار وإجتماع المجموعة المصغرة للتحالف الدولي والاجتماع الخاص للمجموعة المعنية بالرسائل المضادة واجتماع المجموعة المعنية بمنع تمويل الإرهاب والاجتماع المعني بمنع تدفق المقاتلين الارهابين الأجانب يأتي من منطلق مسؤولياتها في التحالف الدولي ضد داعش وحرصها على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء فيه. وبين الشيخ صباح الخالد أن الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش والذي يعقد لأول مره بعد تحرير الأراضي العراقية من قبضة ذلك التنظيم يعكس مدى إلتزام الدول الأعضاء الثابت والمستمر بأهداف التحالف الدولي ضد داعش وتحقيق التعاون والتنسيق بين كافة الدول الأعضاء لمكافحة الإرهاب. ومن جانبه تعهد وزير الخاريجة الأميركي ريكس تيلرسون بتقديم 200 مليون دولار أميركي لدعم جهود التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) في سوريا. وقال تيلرسون في مكلمة القاها في افتتاح الاجتماع ان التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) نجح بتحرير نسبة 98%من الاراضي العراقية فيما تمكن العديد من النازيحن من العودة الى ديارهم. واضاف ان (داعش) لايزال يشكل تهديدا على المنطقة رغم تحرير الاراضي العراقية من قبضته داعيا الى استمرار جهود التحالف لضمان عدم عودة (داعش) الى العراقوسوريا. وشدد تيلرسون في هذا الصدد على ضرورة تقديم التمويل الزم للعراق وسوريا لضمان عدم عودة (داعش)اليهما. واوضح اهمية مبادرات تحقيق الاستقرار في هذا الخصوص لتتمكن المجتمعات في العراقوسوريا من العودة الى حياتهم الطبيعية داعيا الى اعادة بناء المناطق التي دمرها (داعش) واعادة بناء المستشفيات والماء والكهرباء والاطفال الى المدارس. واعرب تيلرسون عن تقدير الولاياتالمتحدة للمساهمات السخية من اعضاء التحالف على مدى السنوات الماضية لكن يجب التأكد من تقديم الاموال بشكل اكبر لتحقيق الاستقرار. واشار الى استمرار الولاياتالمتحدة بأن تكون المانح الاكبر في تقديم المساعدات الانسانية اللازمة في سوريا وعملها مع التحالف الدولي والشركاء المحليين من أجل تدعيم المكاسب العسكرية في سورية. وشدد على ضرورة تأمين المناطق المحررة لضمان العودة الامنة للنازحين واستمرار الجهود المركزة لدحر (داعش) وحماية المدنيين. واعرب عن تفهمه للمخاوف التركية الحليفة في حلف شمال الاطلسي (ناتو) جراء ما يحدث بسوريا مؤكدا ان الولايات المتحد تقف الى جانب حليفهتها تركيا لحل قضايا الارهاب. ودعا الى تنفيذ قرارات مجلس الامن المتعلقة بمحاربة (داعش) نظرا لاهميتها ولضمان عدم تكرار الازمة والمحافظة على الجهود الدولية في محاربة (داعش) والحول من زيادة شعبيتها. واكد دعم الولاياتالمتحدة للمبادئ التوجيهية التي سيعلن عنها اليوم مضيفا «نحن موحدون وسنستمر في جهودنا وتصميمنا لتحقيق الهزيمة الكاملة ل(داعش)».