تحمل استضافة مصر للمنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته وافتتاح فعالياته خمس رسائل مهمة ، يأتي في مقدمتها التأكيد على حرص مصر على استعادة دورها الفاعل بقارة أفريقيا، فقد أكد الرئيس السيسي في كافة أحاديثه ولقاءاته الرسمية والإعلامية على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية واعتزاز مصر بانتمائها الأفريقي، الأمر الذي يبرهن هلى أن القارة الأفريقية باتت تحتل مرتبة متقدمة على أجندة صانع القرار المصري. ثانيا : التأكيد على أن انتماء مصر لمحيطها الأفريقي يتجاوز الأبعاد الجغرافية والديمجرافية والتاريخية التقليدية ، حيث يعد هذا الانتماء مكونا رئيسيا من مكونات الهوية المصرية على مر العصور وعنصرا محوريا في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية. ثالثا : التأكيد على اهتمام الدولة المصرية بمختلف أوجه التعاون المشترك مع دول القارة الأفريقية ، فلم يعد قاصرا على النواحي السياسية والاقتصادية والتجارية ، بل التعليمية والعلمية والتكنولوجية ، باعتبار أن التعليم أحد الركائز الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة مع أفريقيا. رابعا : تحقيق مكاسب مستقبلية بين مصر وأفريقيا ، حيث أن أهداف المنتدى القائمة على التعاون في مجالات عدة مثل الطاقة والكهرباء يؤشر بتحقيق الاستفادة العظمى من الامكانيات الهائلة للطاقة المتجددة التي تتمتع بها القارة الأفريقية. خامسا : إتاحة الفرصة أمام القادة السياسيين الأفارقة وصانعي القرار الحاليين والمستقبليين لرسم خريطة طريق مشتركة لإعلاء دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار في القارة ، وذلك عن طريق تحفيز دولها على الاستثمار بصورة أكبر في التعليم العالي والبحث العلمي من أجل بناء اقتصاد معرفي وتجنب ضياع فرص اللحاق بركب الثورة الصناعية. ويعكس حرص مشاركة 35 وزيرا أفريقيا للتعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي في هذا المنتدى ، بالاضافة إلى ممثلي القطاعين العام والخاص والعلماء والباحثين والمبتكرين والشباب وشركاء التنمية الزخم الذي يحظى به المنتدى وإيمانهم بأن البحث العلمي هو قاطرة التنمية وطوق النجاة من مشكلاتها. ويهدف المنتدى إلى تعزيز الاستثمارات في مجال التعليم العالي والعلوم والبحث العلمي ، والوصول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة وتعظيم الاستفادة من الموارد الأفريقية ، وإحداث نقلة نوعية في مجال العلوم والتكنولوجيا والإبداع وفقا لأجندة الاتحاد الأفريقي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2063 ، ويعد جزءا من إستراتيجية بنك التنمية الأفريقي لتنمية رأس المال البشري بأفريقيا على مدار عشرة أعوام 2013- 2022 ، ويلعب دورا محوريا في تحقيق أولويات البنك التي تتماشى مع أجندة وإستراتيجية الاتحاد الأفريقي للعلوم والتكنولوجيا والإبداع في أفريقيا STISA 2024 ، وأيضا أجندة الاتحاد الأفريقي 2063. يتناول المنتدى على مدى 3 أيام بالبحث والمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعماله والتي تتناول القضايا الحيوية في مجال المستحدث في البحث العلمي ، خاصة في تخصصات نظم العلوم والتكنولوجيا والإبداع والحوكمة والتنسيق والتي تتعلق بإنشاء نظم إبداع قومية قوية للتصنيع ترتبط بسياسات التنمية الوطنية والعلوم والتكنولوجيا والإبداع، وتنافسية القطاع الخاص التي تبحث في تنمية السلع الجديدة والخدمات من خلال القطاع الخاص بهدف مواجهة التحديات التي تواجه قارة أفريقيا في مجالات الطاقة والتغيرات المناخية، والوظائف الآمنة والصناعة الزراعية والتغذية والمياه وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات والصحة والصناعة.