نعم هذا يقينى وذاك معتقدى وتلك قراءتى للعبة اليونسكو ولمعظم ألعاب المنظمات الأمريكية (عفوا الدولية)، فالدولارات وحدها لا يمكن أن ترجح مرشح قطر لرئاسة اليونسكو كما وشت النتائج الأولية، أنا لا أعلم شخص ذلك المرشح ولا أهتم بل وأفترض أنه أجدر الشخصيات بالمنصب ويحمل سيرة ذاتية وعملية مبهرة ، لكنه فى النهاية ( مرشح قيادة قطر) وهذه القيادة محط اتهام خطير قبلى وخليجي وعربى وإقليمي ودولى ومن المفروض بل و المعلوم أنها الآن تقف على حافة الهاوية تنتظر هزة ريح هينة لكى تسقط فى بئر الغياهب التاريخية حيث العدم أو مزبلة التاريخ. تقرير لتليفزيون ال BBC تمت إذاعته منذ عدة أيام يكشف ويؤكد على أنه يتم إعداد بديل لقطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 ، وذلك لترجيح أنها لن تصمد أمام الإتهامات المتتالية الحالية والمرتقبة نعم المرتقبة فهنالك حساب آجل عسير سوف يخص سوريا وليبيا مثلا ( فإن ) صمدت أمام حصار الدول الأربع ( وإن أداة شرط تفيد غلبة الشك ) فكيف لها أن تصمد أمام الحصارات اللاحقة وأمام تتالى عرض مشاهد العرى الفاضحة التى تكشف قيادتها بلا ورقة توت واحدة تستر أى عورة من عوراتها المجروحة والمنتهكة ، وللعلم بديلها فى استضافة نهائيات كأس العالم تم الإعلان عنه فى التقرير المشار إليه بل وتم إبلاغه بالفعل وهو (أستراليا). كيف ورغم كل ذلك يراهن عليها ممثلو عدد من دول العالم فيضعوا مرشحها ( مرشح قيادتها المتهمة بالإرهاب ) ليتولى رئاسة منظمة اليونسكو بكل أبعادها وأهدافها الحضارية والإنسانية ، لا.. لا يمكن أن تكون الدولارات هى المرجحة والحاسمة فى مثل هذه المعطيات لإن المعنى المباشرأن منظمة اليونسكو ستخسر فى المقابل زخم دولارت أخرى لهذه دول أخرى التى لطالما ملأت بها خزانة المنظمة، كما أنها تخرج لسانها لكل الدول التى اتهمت حكومة قطر بمذكرات رسمية ومن خلال الأممالمتحدة نفسها بأنها مسئولة بشكل مباشر عن الدم المسفوح من أوردة وشرايين شعوبها ، بل إن من عبثية اللحظة التاريخية التى نعيش أن رئيس أكبر دولة فى العالم دونالد ترامب اتهمها مباشرة بدعم الإرهاب فى مشهد إذن ينطوى على تناقض صارخ. إن ذلك الاختيار وإن طابق نتيجته الأولية المعلنة فهو فى حقيقته مذكرة دعوى فاشلة يقدمها محامى الدويلة المتهمة لكى يبرأها عبر ذلك الإجراء الشاذ والمشوش من التهم الخطيرة المنسوبة إليها ، لا يا سادة ليست الدولارات بل المخابرات والمؤامرات الدولية الكبرى ، نعم ليست الدولارات بل اليد القوية الطويلة الممتدة الماضية عنوة ليس نحو الجيوب لتضع فيها الدولارات بل نحو الرؤوس لتضع خلفها البنادق والرشاشات مهددة متوعدة. إنها المخابرات الدولية الإرهابية التى استقدمت ( ما يسمى داعش ) إلى حياتنا ، ومن قبلها رعت ودعمت القاعدة وجندت وسلحت ومكنت بالمعلومات تارة والتدريبات تارة وبالرشاشات تارة كل قوى الإرهاب لتدمر حياة الملايين إنها نفس اليد الطولى التى جعلت هيلارى كلينتون وهى وزيرة للخارجية الأمريكية تصرح أمام أعيننا لعشرات الصحفيين قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية، قائلة: ( إننا نتعجب من تأخر إعلان مصر نجاح الرئيس - المنتخب - محمد مرسي رئيسا للبلاد ). إنها يا سادة نفس اليد الطولى التى كانت تحمى أسامة بن لادن فى ظلمات الجبال وهى نفسها التى قتلته أو نفته أو أخبأته فى ظلمات البحار قبل أن يبوح ويتكلم، وهى نفس اليد الطولى التى قررت سرعة قتل القذافى قبل محاكمته حتى لا يشي بأسرار اللعبة ودهاليزها كما عاشها واستخدم فيها. إنها اليد الطولى التى تمتد من إبليس إلى الأرض لتبنى قصور الشر وتمكن لأهلها الدراكوليين من قيادة الدنيا حتى تظل الدنيا دنيا ، ويظل الإنسان مردودا إلى أسفل السافلين بعد أن خلقه الله فى أحسن تقويم ، نعم يا سادة ليس كما يقولون فى عاميتنا المنهارة هذه الأيام : بأن الجنيه غلب الكارنيه ففى لعبة اليونسكو لا تصدق هذه القاعدة بل ربما يصدق عكسها ذلك لإن الكارنيه السرى بشارته وشفرته أقوى وأمضى ويقهر الجنيه بل ويقهر الدولار لإنه مؤيد من قوى الدمار.