«استخدام البريد الشخصى فى مراسلات العمل» تلك كانت القشة التى «قصمت ظهر بعير» هيلارى كلينتون فى معركتها الانتخابية أمام دونالد ترامب. المثير للدهشة، أن التحقيقات لم تسفر عن توجيه أية اتهامات إليها، لكنها فعليا أثرت على سير الانتخابات الرئاسية وأدت إلى انحياز الناخبين إلى جانب منافسها بعد كم الانتقادات الهائل الذى تعرضت له هيلارى بسبب عملها فى وزارة الخارجية واستخدامها البريد الشخصى ما كاد يتسبب فى تهديد الأمن القومى للبلاد. فى كتابها الأخير، الذى جرى، تعود وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون والتى كانت قاب قوسين أو أدنى من تولى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى رشدها مرة أخرى لتعطينا بعض الحجج الحقيقية، بل بعض التفاصيل الدقيقة التى جعلتها تخسر معركتها أمام ترامب على الرغم من أنها فى المجمل تهربت من مواجهة نفسها بحقيقة خسارتها، حيث ألقت باللوم على كل من حولها ما عداها هى شخصيا بدءا بمكتب التحقيقات الفيدرالية والاستخبارات الروسية وبعض المنظمات المتشددة فى الولاياتالمتحدة، حيث اتهمته بأنه سبب خسارتها فى الانتخابات، إضافة إلى التدخل الروسى فى الحملة الانتخابية والطريقة التى استغل بها ترامب العنصرية، التى يتمتع بها جزء كبير من الناخبين وفى النهاية أشارت إلى قصة بريدها الإلكترونى، حيث صبت جام غضبها على جيمس كومى الذى كان أكثر من وجهت له سهام النقد واللوم والتجريح، واصفة إياه بأن تصرفه كان غير حكيم وغير مناسب.. فهو الشخص الذى فجر حقيقة البريد الإلكترونى وهو الذى تسبب فى أن الناخبين انفضوا من حولها.
الطريف أن كلينتون اعترفت بأنها ارتكبت خطأ غبيا، لكن الفضيحة على حد تعبيرها كانت أكثر غباء، فيكفى أنها هى التى أتت بترامب ليتربع على عرش البيت الأبيض.