كشف اللواء دكتور محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، عن أهمية التدريب المصرى - الأمريكى المشترك "النجم الساطع" الذى يعود لينطلق مجددا، من قاعدة محمد نجيب العسكرية فى الفترة من 10 حتى 20 سبتمبر الجارى وسط اهتمام كبير، ليس فقط من مصر والولاياتالمتحدة، بل من دول أخرى عديدة. وقال الغبارى: إن التدريب "النجم الساطع" كانت آخر نسخة له فى عام 2009 أى قبل أحداث 25 يناير، وكان يفترض أن يتم فى عام 2011، لكن مصر طلبت عدم إجرائه آنذاك بسبب انشغال القوات المسلحة المصرية فى تأمين الجبهة الداخلية، كما تم تأجيله لنفس السبب بعد ثورة 30 يونيو 2013، وليس كما ادعى الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما بأن بلاده هى التى طلبت عدم إجرائه آنذاك.
وأوضح أن "النجم الساطع" يأتى بعد عملية التطوير الكبير الذى تشهده القوات المسلحة المصرية، والتى شملت تنويع مصادر السلاح، وتزويد القوات المسلحة بأحدث الأسلحة الجوية كمقاتلات الرافال، والبحرية كالفرقاطات وحاملات الطائرات والغواصات، ووسائل الدفاع الجوي، بخلاف الأسلحة الأخرى، كما أن معظم تلك الأسلحة الجديدة هى أسلحة غير أمريكية. وأضاف مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق أن العلاقات اليوم بين مصر والولاياتالمتحدة عادت لمكانتها وربما أفضل، كما أن مصر جددت بشكل كبير من تسليحها، وأصبح الطريق مفتوحا لعودة تدريبات "النجم الساطع" والتى تهدف لإظهار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وهى فى كامل قواها ولا يوجد ما يشوبها، بعكس السنوات الماضية.
وأشار الدكتور الغبارى إلى أن هدف الولاياتالمتحدة من إقامة تدريبات "النجم الساطع" مع مصر هو إعادة العلاقات مع مصر إلى وضعها القوي، أمام العالم كله، كما أن واشنطن تريد معرفة قدرات الجيش المصرى فى التدريب والمعدات العسكرية الجديدة التى يمتلكها خصوصا أنها من خارج الترسانة الأمريكية.
وأضاف مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، فى تصريحات خاصة ل "الأهرام العربي"، أن أهداف مصر من إقامة التدريب المشترك "النجم الساطع" هو أنها تؤكد على أنها تشارك فى التدريبات المشتركة وفقا لرؤيتها وجاهزيتها واستعدادتها، كما أن التدريب سيكون مفيدا، خصوصا أنه سيتضمن نقطة مهمة وهى التدريب على أسلوب مقاومة الإرهاب سواء بالأسلحة الجديدة أو تكنولوجيا جديدة.
ويأتى تدريب "نجم الساطع" ليقام فى قاعدة "محمد نجيب" العسكرية بعد عملية التطوير الضخم التى تمت فى قاعدة الحمام العسكرية وإطلاق اسم الرئيس الراحل "محمد نجيب" عليها، لتستضيف التدريب المشترك، ليكون أول حدث ضخم تشهده القاعدة، التى تم تزويدها بمختلف الاحتياجات العسكرية والمعيشية.
وأوضحت وزارة الدفاع المصرية أن التدريب سينطلق بمشاركة عناصر من القوات الأمريكية، وسيتناول موضوعات التعاون الأمنى ومكافحة الإرهاب والتطرف والتدريب على جميع سيناريوهات التهديدات المختلفة فى القرن الحادى والعشرين، فى ظل الحرب التقليدية وغير النظامية.
الجدير بالذكر أن تدريبات النجم الساطع بدأت عام 1981، وكان آخر تدريب فى مصر عام 2009، كما يسهم تدريب النجم الساطع فى تعزيز العلاقات الإستراتيجية والأمنية بين الولاياتالمتحدةالامريكية ومصر باعتبارها صاحبة الدور القيادى فى مكافحة الإرهاب والتطرف فى الشرق الأوسط.