الحفلات عانت من تدهور صناعة الألبومات وتراجع شعبية النجوم «الهضبة» معدى الناس ب 6 ملايين جنيه
«الناس العزاز» أعادوا نوال الزغبى للمشهد
أنغام تفوقت على شيرين واقتربت من المليون
تأثرت صناعة الحفلات في مصر سلبا خلال موسم الصيف الغنائي الحالي الذي يستعد للرحيل، ولم تنجح جماهيريا سوى بعض الحفلات لعمرو دياب، محمد منير، حماقي، تامر حسني وأنغام كما غاب عدد من النجوم العرب عن هذه الحفلات لارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، وتراجعت شعبية عدد كبير من المطربين العرب الذين كانوا يتواجدون دائما في حفلات الصيف وركز منظمو الحفلات وخاصة التي أقيمت في المدن الساحلية على التعاقد مع المطربين المصريين، بسبب عدم القدرة على دفع الأجور الكبيرة للنجوم العرب وخصوصا الذين يصرون على الحصول على أجرهم بالدولار، ما أدى إلى غياب عدد كبير منهم، خصوصا اللبنانيين باستثناء أسماء قليلة مثل وائل جسار ونيكول سابا ونوال الزغبي التي استعادت جزءا من بريقها بعد نجاح أغنيتها الأخيرة «الناس العزاز».
خلال الربع قرن الأخير، كان المطربون العرب هم الأكثر طلبا وقدوما إلى مصر لإقامة حفلات غنائية مثل وائل كفوري وعاصي الحلاني ونانسي عجرم ومحمد عبده وراغب علامة وهيفاء وهبى ورامى عياش وجنات ورابح صقر ومايا دياب وميريام فارس وباسكال مشعلاني وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم، ومع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى أصبح هناك أزمة حقيقية لدي المنظمين والمتعهدين المصريين، فالزيادة فى سعر الدولار يعنى زيادة تكاليف حضور النجوم إلى مصر بما لا يقل عن %45 مقارنة بالأعوام الماضية.
منظمو الحفلات المصريون يعانون فى اتفاقاتهم مع النجوم غير المصريين لإحياء حفلات الفترة المقبلة، وستكون هناك معوقات خصوصا أن مديرين أعمال المطربين يشترطون تقاضي الأجر بالدولار ، ويرفضون التفاوض حول قيمة الرقم الذي يتقاضاه بحجة أن شركات الإنتاج المتعاقدين معها تفرض عليهم شروطا قاسية لا يستطيعون الإخلال بها.
اللافت للنظر أن المطرب عمرو دياب قدم ثلاث حفلات غنائية، تقاضى عنها ما يقرب من 6 ملايين جنيه وهو المطرب الأعلى سعرا في هذه الحفلات، استنادا لجماهيريته الكبيرة في مصر والوطن العربي، وأسهم نجاح ألبومه الجديد «معدي الناس» في نجاح هذه الحفلات وتحقيقها لإيرادات جيدة للغاية.
وتفوقت المطربة أنغام على كل المطربات بمن فيهن شيرين عبدالوهاب في الحفلات التي قدمتها طوال عام 2017 وتزايد الطلب عليها بسبب الحضور الجماهيري الكبير لحفلاتها وأقترب أجرها من رقم مليون جنيه.
وقالت نورهان ميشيل المتخصصة في تنظيم الحفلات بالمدن الساحلية والمنتجعات، إن هناك مغالاة حقيقية من قبل بعض نجوم الطرب بالنسبة لأجورهم بعد أن رفعوها بشكل مفاجئ، وغير مبرر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية في مصر والعالم العربي، ما جعل الشركات المنظمة تحجم عن تنظيم الحفلات خوفا من خسائر محتملة، كما أن تراجع صناعة الغناء وعدم إصدار ألبومات جديدة ناجحة أثر كثيرا على إقامة عدد كبير من الحفلات الجديدة .
وأوضحت نورهان ل«الأهرام العربى» أن رفع أجور المطربين سيزيد، بالتالي في أسعار التذاكر، وهو ما قد لا يلقى قبولا لدى الجمهور، خصوصا بعد أن أصبحت حفلات أكبر النجوم لا تبيع أكثر من نصف عدد التذاكر المطروحة للبيع كما أن حفلات المدن الساحلية تحقق نجاحا أكبر من الحفلات التي تقام في القاهرة لارتفاع حرارة الجو.
حمدي بدر أحد متعهدي الحفلات أكد أن الأنظار ستتجه إلى المطربين العرب المقيمين معظم الوقت في مصر مثل : لطيفة نيكول سابا، دوللي شاهين، سميرة سعيد، وليد توفيق، وجنات، ولكن هذا لا يمنع أن يتم الاتفاق مع المطربين العرب خصوصا المتفهمين منهم للظروف والأوضاع الاقتصادية لأنه أحيانا تحدث مبالغة من قبل البعض ويفرضون شروطا قاسية تصعب من مهمة استقدامهم. وأوضحت المطربة اللبنانية مادلين مطر، أنه لابد من أن تكون هناك سياسة جديدة لدعم صناعة الحفلات، خصوصا أن صناعة الألبومات الغنائية تراجعت كثيرا، ولم يعد هناك طريقة عند المطربين والمطربات لتحقيق مردود مادي سوي تقديم الحفلات والأفراح.
وقالت مطر: إن النجوم العرب مهتمون بالوجود في الحفلات داخل مصر، لأنها تسهم في زيادة انتشارهم وتحقيقهم لشعبية ضخمة ، ومن المتوقع أن يتنازل الكثير عن الشروط التي قد تقف حائلا دون تواصلهم مع الجمهور المصري الذواق للغناء.
أما الموسيقار حلمي بكر، فأرجع سبب تراجع عدد الحفلات الغنائية بشكل عام إلى الحالة الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، وذلك لأن جمهور هذه الحفلات أغلبه من الطبقة المتوسطة، التى تهتم بأمور معيشتها حاليا أكثر من الأمور الترفيهية.
وشدد بكر على أن بعض النجوم يغالون في طلباتهم المادية، دون النظر لحالة جمهورهم الاقتصادية، فمصلحتهم هي الأهم وهم يعتقدون أنهم قادرون على تحقيق الملايين كإيرادات لحفلاتهم التي غالبا ما تحقق خسائر.
أما المطرب رامي صبري الذي قدم حفلا غنائيا كبيرا في الصيف الحالي بعد نجاح ألبومه الجديد «الراجل» فأكد أنه لا توجد أزمة حقيقية لأن الساحة الغنائية المصرية تستطيع أن تستوعب عددا كبيرا من المطربين، والوضع الاقتصادي صعب في معظم الدول العربية ، وهناك تفهم من قبل جهات كثيرة لحقيقة الوضع، ولابد من تكاتف كل الجهات من أجل إنقاذ صناعة الغناء المصري بشكل عام ، ودعم الحفلات الغنائية لأن لها دورا في دعم السياحة المصرية بشكل كبير.
وقالت المطربة المغربية جنات، إن التراجع في صناعة الحفلات الغنائية لم يقتصر على مصر فقط، ولكن على باقي الدول العربية، وبرغم ذلك فإن مصر ما زالت تحتفظ بمكانتها في إقامة الحفلات، وفي جذب النجوم العرب، وهناك كثير من المطربين منتظرون، قدموا حفلات جيدة في العام الحالى.