بكين هى البديل عن اتجاه مصر إلى أسواق أوروبا السياحية كريم محسن : السياحة الصينية لمصر تتزايد وستتضاعف فى العام المقبل
كامل أبوعلى : الطيران المباشر والدعاية أبرز العقبات
محمد حسانين : تحتاج رقابة لتعظيم العائد الاقتصادى
يعد التعاون بين مصر والصين خصوصا فى المجال الاقتصادى من أهم المرتكزات التى تعتمد عليها العلاقات المصرية الصينية، خصوصا مع الزيارات المتكررة للرئيس عبد الفتاح السيسى للصين خلال الثلاثة أعوام الماضية مما يؤكد على عمق العلاقات والعوائد على كلا البلدين، ومن المنتظر أن يتضمن برنامج زيارة الرئيس السيسى المرتقبة للصين للمشاركة فى اجتماعات قادة دول مجموعة البريكس، وحضور افتتاح معرض الصين والدول العربية الذى ستحتضنه مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا خلال الفترة من 6-9 سبتمبر الجارى تحت عنوان “الصداقة والتعاون والتنمية” الذى ستكون مصر هى ضيف الشرف فيه تعزيز العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، ومنها المجال السياحى الذى سيعقد ملتقى مخصصا له لترويج الموارد السياحية المصرية فى إطار مؤتمر الوكالات السياحية الصينية والعربية.
من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاقيتين بين مصر والصين الأولى بين حكومة نينغشيا وهيئة تنشيط السياحة المصرية وهيئة السياحة فى نينغشيا والثانية بين مدينتين اثريتين واحدة فى نينغشيا والأخرى فى مصر.
ومن المعروف أنه إذا كان يخرج من الصين 150 مليون سائح لدول العالم فإذا استطاعت مصر الحصول على 10 % من هذه النسبة، أى 15 مليون سائح وهو رقم لم تصل له السياحة المصرية فإن السياحة فى مصر ستنتعش وتتعافى تماما، وكذلك ستكون الصين البديل عن اتجاه مصر إلى أوروبا خاصة لإنجلترا التى تخلق مشاكل حتى تؤثر على السياحة المصرية وهو ما يعكس القرار الجمهورى الذى أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسى ونشر فى الجريدة الرسمية لأول مرة فى تاريخ الدولة المصرية فى عددها الصادر الخميس 9 مارس 2017 برقم (228 لسنة 2016) بشأن الموافقة على اتفاقية التعاون الاقتصادى والفني، والمُوقعة فى القاهرة بتاريخ 21/1/2016 بين حكومتى جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، كما أن العلاقات المصرية الصينية إستراتيجية .
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن السفارة المصرية لدى بكين، فإن عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر فى الأشهر الخمسة الأولى من العام الجارى يصل إلى 150 ألف سائح، بارتفاع يقدر بنحو 94 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، كما أن 18 ألف سائح صينى زاروا مصر فى مايو الماضى لتصبح الصين رابع أكبر مصدر للسياحة بالنسبة لمصر، وكانت وزارة السياحة الصينية قد أعلنت أن مصر تعد بلدا سياحيا من الطراز الأول، مؤكدة أنها ما زالت تعد وجهة سياحية رئيسية يقبل عليها السائحون الصينيون بشدة بل يضعونها فى صدارة اختياراتهم عند السفر إلى الدول العربية.
محمد حسانين عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال المصرى الصينى يشير إلى أهمية الملتقى السياحى بين الشركات المصرية والعربية العاملة فى قطاع السياحة ونظيرتها الصينية، وذلك خلال معرض الصين والدول العربية الذى ستحتضنه مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم خلال الفترة من 6-9 سبتمبر المقبلين تحت عنوان “الصداقة والتعاون والتنمية”، مؤكدا ضرورة استغلال السياحة الصينية بالشكل الأمثل والعمل على جذبها لمصر بطريقة منظمة مما فيه الآن، مما سيدر دخلا جيدا للدولة وتستطيع من خلاله أن تصبح أكثر، إضافة للدولة المصرية من خلال تعظيم دور السياحة الصينية الاقتصادى الذى يتطلب فى الأساس بعض الاحتياجات للوصول لهذا الدور منها ضرورة الإشراف والرقابة من وزارة السياحة بشكل أكثر مما فيه الآن، خصوصا على الشركات العاملة فى هذا السوق، والقيام بدورها بشكل أفضل، لأن العديد من الشركات ليس لديها وعى كاف، فضلا عن عدم التنظيم فى استقطاب السائح الصينى والمشكلة تكمن فى الشركات المصرية وليس السائح الصينى لأن الشركات تقدم أسعارا مخفضة جدا لا تناسب البرامج المقدمة مما يجعل العائد الاقتصادى للدولة ضعيفا، لذلك يجب أن تكون هناك آلية محددة لعمل الشركات السياحية العاملة فى السوق الصينى لتدر عائدا جيدا على الدولة .
وأشار إلى أن السياحة الصينية تتزايد عاما بعد عام وحاليا المعدلات أفضل من العام الماضى، خصوصا أنه خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالى جذبت مصر 150 ألف سائح، وهى نسبة جيدة ولزيادة هذه النسب نحتاج لدعم لوجستى من الدولة المصرية، والعمل على حل جميع العقبات التى تواجه عملية جذب السياحة الصينية لمصر خصوصا مشكلة الطيران المباشر بين البلدين التى تعد من أهم معوقات عملية جذب السياحة الصينية لمصر، خصوصا أن التعاون بدأ بالفعل من خلال التحرك السياسى بين البلدين وتبادل العلاقات والزيارات على أكبر مستوى لزعيما الدولتين، لكن التحرك المهنى يحتاج بعض الوقت، لذلك تجب السرعة فى تنفيذ الاتفاقيات التى تتم وتذليل العقبات التى تواجه الشركات والعمل على إدارة الملف من قبل وزارة السياحة بشكل أكثر ديناميكية، لذلك عليها جزء كبير من التنظيم والإشراف لهذا القطاع لجذب السياحة الصينية.
فيما يرى كامل أبو على، رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، أن هناك مشكلتين تواجهان عملية جذب السياحة الصينية لمصر، الأولى تتعلق بقلة وجود خطوط الطيران المباِشر بين مصر والصين، مما يمثل عقبة كبيرة أمام جذب هذه السياحة، حيث إنه فى حالة عمل الشركات ووجود سياح قادمين لمصر لا يمكنها توفير الطيران لهؤلاء السياح، لذلك نحتاج بداية العمل على سهولة نقل السياح لمصر، كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بالدعاية للمقصد السياحى المصرى فى الصين التى تعد ضعيفة حاليا، لذلك نتمنى زيادتها للتعريف بمصر فى ظل وجود علاقات سياسية على أعلى مستوى بين البلدين، وهناك زيارات خلال الأعوام الماضية مهدت للعمل لجذب السياحة الصينية وتنشيط هذا القطاع الذى يعانى منذ عام 2015 بعد حادث الطائرة الروسية فى سيناء.
كما يتفق مع الرأى السابق كريم محسن، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، فى أن جذب السياحة الصينية لمصر يتطلب بالضرورة ليس تشغيل خطوط طيران مباشرة بين القاهرةوبكين فقط، بل بين المدن السياحية المصرية والعديد من المدن الصينية، خصوصا المدن الصناعية، لأن السائح الصينى يحتاج إلى سرعة الوصول إلى مصر ولكى لا يواجه متاعب كبيرة فى السفر، مشيرا إلى أن 150 ألف صينى زاروا مصر خلال ال5 أشهر الأولى من عام 2017 هى نسبة جيدة فى الوضع الراهن خصوصا أنها تتزايد بشكل ملحوظ، وكذلك فإن هذا السوق يتنامى بالتدريج معربا عن أمله أن يتضاعف فى العام المقبل، خصوصا أن هناك العديد من الشركات التى تعمل على هذا السوق حاليا.