أتدرب فى أمريكا لفارق الإمكانات.. وطموحاتى لن تتوقف عند برونزية العالم أسعدت المصريين كثيرًا بعد تتويجها ببرونزية سباق 50 مترا فراشة فى بطولة العالم التى أقيمت أخيرًا بالمجر، ووعدت بألا تكون هذه الميدالية هى الأولى والأخيرة سواء على الصعيد العالمى أم الأوليمبى.
السباحة المصرية العالمية فريدة عثمان، تحدثت ل"الأهرام العربى" عن فرحة التتويج، وصعوبة المنافسة مع بطلات عالميات، وعن أملها فى استمرار الدعم المادى والمعنوى من وزارة الشباب والرياضة واتحاد السباحة المصرى من أجل التتويج بميدالية جديدة وربما أكثر فى أوليمبياد طوكيو 2020.
تحقيق أول ميدالية فى تاريخ السباحة المصرية ببطولات العالم ليس أمرًا سهلًا.. كيف نجحت فى الوصول لهذا الإنجاز؟
منذ أن نجحت فى تحقيق المركز الخامس فى سباق 50 مترا فراشة بطولة العالم عام 2015 فى روسيا، وأنا أشعر أننى أسير على الطريق الصحيح من أجل الوصول لمنصات التتويج العالمية والأوليمبية، وبرغم صعوبة المنافسة مع بطلات عالميات وأسماء مرموقة فى اللعبة فإننى كان لدى إصرار وعزيمة على تحقيق إنجاز لمصر، وكنت أتدرب بقوة لتحقيق هذا الهدف.
وكيف تصفين لحظة حصولك على برونزية 50 مترا فراشة ببطولة العالم؟
الأمر أشبه بالحلم.. فى البداية لم أصدق أننى حصلت على ميدالية بالفعل، لذلك نظرت إلى لوحة النتائج أكثر من مرة لمعرفة الترتيب، ثم راجعت جميع نتائج المتسابقات لأرى هل بالفعل أنا ضمن الثلاثة الأوائل وسأحصل على ميدالية، وبكيت من الفرحة لأنى لم أصدق أننى حققت ميدالية فى بطولة العالم، شعور لا يمكن وصفه على الإطلاق.
تحدثت بعد التتويج عن نجاحك فى تحقيق حلمك، هل يقف طموحك عند هذا الحد، أم أننا سنرى فريدة عثمان على منصات التتويج مرارًا وتكرارًا؟
برغم سعادتى بما حققته، فبالتأكيد لن تتوقف طموحاتى وإنجازاتى عند برونزية العالم، والطريق أمامى ما زال طويلًا، فقد سبق لى أن نجحت فى تحقيق إنجازات عربية وإفريقيا عدة، واليوم أصل لمنصات التتويج العالمية لكى أكون أول بنت مصرية وعربية تحقق ذلك، ومن المؤكد أن لدى الطموح الكبير فى تحقيق ما هو أفضل من خلال المحافظة على هذا المستوى الذى وصلت إليه، والسعى لتحقيق ما هو أفضل، إطلاقًا من الفوز بميدالية فى أوليمبياد طوكيو 2020، معنوياتى حاليًا مرتفعة لأقصى درجة، ولدى شغف كبير للمشاركة فى أى بطولة كبيرة فى أسرع وقت لكى أجدد سعادتى وسعادة المصريين بتحقيق إنجاز جديد.
بمناسبة الأوليمبياد.. كيف تستعدين لهذا المحفل الكبير فى طوكيو 2020 ؟
أخطط مع مدربتى لتحقيق الميدالية الأوليمبية فى طوكيو، منذ الانتهاء من أوليمبياد ريو دى جانيرو، ونجاحى فى الحصول على ميدالية ببطولة العالم الأخيرة، جزء مهم من استعدادى لتحقيق ميدالية أوليمبية، فأنا حاليًا متفرغة بشكل تام للسباحة بعد انتهاء دراستي، وتخرجى والحمد لله فى جامعة كاليفورنيا، وخلال السنوات الثلاث المقبلة التى تسبق موعد أوليمبياد طوكيو 2020 سوف أقوم بالتدريب فى أمريكا مع مدربتى فى جامعة كاليفورنيا، وسوف أركز على السباحة خلال تلك الفترة من أجل حصد ميدالية أوليمبية أسعد بها جميع المصريين.
ولماذا التدريب فى أمريكا على الرغم من أنك أنهيت دراستك بجامعة كاليفورنيا؟
هذا الأمر يرجع بشكل أساسى إلى فارق الإمكانات الكبير، وهو ما لا يمكن إغفاله أو تجاهله، واتحاد السباحة المصرى برئاسة المهندس ياسر إدريس الذى يدعمنى كثيرًا، يتفهم هذا الأمر جيدًا، ويقدم لى كل العون والمساعدة من أجل مواصلة مشوار النجاح، وحصد المزيد من الميداليات العالمية والأوليمبية، ورفع اسم مصر فى المحافل الدولية.
وإلى أى مدى سيكون الأمر فى أوليمبياد طوكيو 2020 مختلفًا عن ريو دى جانيرو 2016؟ قبل انطلاق منافسات أوليمبياد ريو دى جانيرو 2016، قلت إننى لن أحقق أى ميدالية فى تلك البطولة، على الرغم من تحقيقى المرتبة الخامسة على مستوى العالم قبل الأوليمبياد بعام واحد، والسبب فى ذلك أن الألعاب الرقمية لها طابع خاص، ولعبة السباحة يفرق فيها الوقت بشكل كبير، وأرقام المنافسين كانت أعلى من أرقامى، ولأننى أحب أن أكون واقعية، وعدت بأن أتمرن وأبذل قصارى جهدى، وأن أصل فقط إلى المراحل النهائية فى أوليمبياد 2016، ولكن الأمر سيكون مختلفًا بإذن الله فى أوليمبياد 2020 بعد أن تحسنت أرقامي، وأصبحت جاهزة للتتويج بميدالية أوليمبية.
وإلى أى مدى تتلقين الدعم والمساندة من اتحاد السباحة المصرى والمسئولين فى مصر؟
وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد السباحة أكدا دعمهما لى بقوة خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن الأمور اختلفت كثيرًا بعد تخرجى فى جامعة كاليفورنيا، فعندما كنت طالبة كنت أحصل على منحة دراسية خلال السنوات الأربع الماضية، والآن توقفت بالكامل، ولن أستطيع استكمال المسيرة بشكل فردي، فتكلفة الاستعداد للأوليمبياد ستكون عالية ولن أستطيع تحملها، لذلك عرضت مسألة توقف الدعم على وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد المصرى للسباحة، وأكدا تحمل تكلفة إقامتى فى أمريكا وفترة إعدادى للمنافسات الأوليمبية المقبلة.
وكيف تصفين فترة دراستك بجامعة كالفورنيا، وإلى أى مدى ساهمت فى تطوير مستواك؟
الفترة الماضية كانت بمثابة إعداد لتحقيق ما وصلت إليه، وجامعة كاليفورنيا هى ما جلعتنى أصل لهذا المستوى العالى والحصول على ميدالية، فهى تعتبر من أفضل الجامعات فى السباحة، وكانت جميع الظروف مهيأة لى من أجل النجاح سواء الدراسى أم الرياضى فهناك توازن كبير بين الجانبين، وهو ما فرق معى أولاً فى الجانب النفسى لأنه فى حالة استكمالى للدراسة بمصر، كان سيؤثر أحد الأمرين على الآخر، والعكس تماماً وجدته خلال منحتى الدراسية التى انتهت هذا العام، فبجانب الاهتمام الدراسى هناك محاولات مستمرة لتطوير مستواك برياضتك المفضلة، وهو ما حدث بالفعل، فجامعة كاليفورنيا وفرت لى مدربة ممتازة، بالإضافة لمسئول عن التغذية ومسئول عن اللياقة البدنية ومسئول عن الحالة الطبية.