أجمعت وسائل الإعلام الصهيونى على أن دعم قطر للحركات الإرهابية وإنشاءها لقناة الجزيرة الإخبارية ومساندتها لجماعة "الإخوان المسلمين"، وتقوية علاقتها بإيران هى الأسباب الحقيقية وراء القطيعة شبه العربية لقطر، مرجحة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سبق له التنسيق مع الدول العربية المعنية لاتخاذ مثل هذا القرار، الذى رأته أنه ستكون له تداعيات كبيرة على المجتمع الدولى ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص. بداية، يذكر الموقع الإلكترونى الإخبارى " واللا " تحت عنوان " دول الخليج العربى لم تنس: مصر والسعودية أغلقتا حسابهما القديم مع قطر "، أن الدول العربية الست ( مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن ) قطعت علاقتها بقطر بعد سنوات طويلة من مساعدتها لجماعة الإخوان المسلمين " الإرهابية "، وبعد تقوية علاقتها بإيران، ورؤية الرياض لها بأنها " الشيطان الأكبر"، مع إشارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للسعوديين بأنه حان وقت تصفية الحسابات. بيد أن الكويت وسلطنة عُمان لم ينضما للمقاطعة السابقة ضد قطر.
" الإسلام المتشدد "
تعليقًا على قطع العلاقات مع قطر، واستغلالاً لتردى العلاقات العربية العربية، قال وزير الحرب الصهيوني، أفيجدور ليبرمان، إن الدول العربية بدأت تتفهم أن الخطر هو " الإسلام المتشدد " وليس إسرائيل أو الحركة الصهيونية! وهو ما نقلته عنه القناة السابعة الإسرائيلية، من أن ليبرمان يرى فى قطع الدول العربية لعلاقتها الدبلوماسية مع قطر خطوة أو بادرة طيبة لإقامة علاقات أقوى مع التجمع الصهيوني، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، وتحديدًا، " الإرهاب الإسلامى "، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أنها هى الرؤية نفسها التى يطرحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاصة بتشكيل ائتلاف عربى إسرائيلى لمكافحة الإرهاب.
تضييق الخناق على حماس
ربطت صحيفة " هاآرتس " القضية الفلسطينية بقطع علاقات الدول العربية الست بقطر، حيث كتبت أن الأزمة الاقتصادية فى قطاع غزة وما تلاها من قطع الدول العربية علاقتها بالدوحة يزيدان الضغط على حركة حماس، وأن إجراء الحركة للانتخابات الداخلية فى القطاع وخارجه فى الضفة الغربية والسجون الصهيونية زاد بدوره من ممارسة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( أبو مازن ) للضغوط على الحركة، أيضًا، أو يساعد بدوره على زيادة الضغوط على الحركة ككل، سواء فى الداخل أو الخارج، منوهة إلى أن كثيرا من أعضاء الحركة الرئيسيين غادروا قطر متوجهين إلى لبنان أو تركيا أو ماليزيا.
رجح المحلل السياسى للصحيفة، جاكى خوري، أن عملية قطع العلاقات العربية مع قطر سيزيد من الفجوة بين حركتى حماس وفتح، ويساعد، وبقوة، أبو مازن على تضييق الخناق على الحركة فى الداخل، موجهًا رأيه هذا إلى حكومته الصهيونية، بأنه حان الوقت لتضييق الخناق أكثر على حماس، خصوصا بعد ظهور نتائج الحرب الصهيونية الأخيرة على حماس، المعروفة باسم " الجرف الصامد "، وما تسببت فيه من كشف وتعر للجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقصور واضح فى قيادة الحرب، والتباينات الأكثر بروزًا بين القيادات السياسية والعسكرية أثناء الحرب نفسها، مرجحًا استغلال بلاده للخلافات العربية العربية، ومن قبلها الفلسطينية الفلسطينية للتضييق على غزة، وربما توجيه ضربة عسكرية على القطاع!!
القناة العاشرة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، رأت من جانبها، أن أكثر الخاسرين من الخطوة غير المسبوقة للدول العربية ضد قطر هى حركة حماس وقطاع غزة، إذ ثمة رؤية جديدة فى الشرق الأوسط يقودها الشرطى أو الحاكم الجديد الممثل فى ترامب، وأن الفرصة باتت سانحة لإسرائيل للتدخل لدى حماس، مشيرًا إلى احتمالية توجيه هذه الضربة مجددًا!
ميزان القوى تكررت الفكرة نفسها فى صحيفة " معاريف " حينما كتبت أن موجة تغيير تطرأ على منطقة الشرق الأوسط، وسيكون لإسرائيل الدور الواضح فيها، فهى فرصة لتغيير ميزان القوى فى المنطقة، خصوصا مع الوضع فى الاعتبار تقوية التحالف الإسرائيلى مع الدول العربية السُنية، خصوصا مصر والسعودية والإمارات .
اتفق إيلى أفيدار الدبلوماسى الإسرائيلى ورجل المخابرات المعروف مع ما نشره الموقع " واللا "، من أن لترامب تأثيرا واضحا على قرارات الدول العربية بقطع علاقتها بقطر، مؤكدًا أن ثمة تغييرات طرأت على السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد تولى ترامب مقاليد الأمور، فى العشرين من يناير الماضي، حيث اعتبر قطر دولة داعمة للإرهاب وتتحالف، فى الوقت نفسه، مع تركيا وجماعة الإخوان المسلمين، وإن أكد أن حالة الانشقاق العربى تعكس عمق القواسم المشتركة بين بلاده والدول العربية الست، خصوصا مصر والسعودية والإمارات والبحرين. وهو ما ذكره أفيدار فى حوار مطوّل مع شبكة الإذاعة العبرية " ريشيت بيت ".
فيما اتفق البروفيسور الصهيونى بجامعة آريئيل بالضفة الغربية، نسيم دانا، مع ما سبق من أن الولاياتالمتحدة وراء التنسيق مع الدول العربية الست بشأن قطع علاقتها بقطر، وأن الأيام القليلة المقبلة ستثبت وجهة نظره تلك. وعزا دانا قطع العلاقات مع قطر إلى قناة الجزيرة القطرية الإخبارية، مؤكدًا أنها تؤثر على الرأى العام العربي، التى بإمكانها إسقاط دول؛ معتبرًا القناة بمثابة " بوق " لأصوات " إرهابية "، مثل أعضاء حركة حماس وغيرهم، كما أنها تنقل رسائل سياسية وتقوم بعملية تحريض دينى على بعض الدول العربية، مؤمنًا بأن هذا السبب كافٍ لقطع دول عربية بعينها لعلاقاتها مع قطر بسبب قناة الجزيرة فحسب!.