سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعى، الفيسبوك وتويتر، من زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لجزيرة العرب. وغضبوا من الأموال الطائلة التى حصل عليها، وجادت قريحتهم بالنكات الحارقة على زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا، كصاروخين نوويين عابرين، للأديان، والثقافات، والسماوات، والنساء. سخروا من المقاول الأمريكى الذى رقص فى جزيرة العرب، وبكى أمام حائط المبكى فى فلسطينالمحتلة، واعترف أمام بابا الفاتيكان فى روما، وكأنه يغنى على طريقة الحواة الشعبيين: موسى نبىّ، عيسى نبىّ، ومحمد نبىّ، وكل من له نبىّ يصلّى عليه. وما علينا حتى لو كان الحاوى ترامب مهددا بالخلع من البيت الأبيض بتهمة الصداقة مع بوتين قيصر روسيا، فقد نجح فى جلب 550 مليار دولار لخزانة واشنطن المنهارة، ووضع حجر الأساس لطريق الحج العالمى الجديد بين جزيرة العرب وإسرائيل المحتلةلفلسطين، والفاتيكان، وكان حلما وخيالا وصار حقيقة صهيونية الآن بفضل الحاج ترامب. وترامب تاجر شاطر، يجيد فن الصفقات، ونجح فيما فشل فيه كل خلفاء المسلمين منذ صدر الإسلام إلى الآن، وأعاد الفريضة الغائبة من النسيان، فريضة (زكاة) الركاز! لكن ما الركاز يا رفاق؟ الركاز هو كل مال مدفون فى الأرض من كنوز ومعادن من ذهب وفضة وحديد ونحاس ورصاص، وهو كل ما مركوز فى الأرض من فحم وبترول وغاز، والرسول الكريم (ص) يقول فى الحديث: «وفى الركاز الخُمس»، والخًمس، حسب الفقهاء الأربعة، يعادل 20% من المستخرج من هذا الركاز، يوزعه ولىُّ الأمر على الفقراء والمحتاجين من بلاد المسلمين، ولكن هذه الزكاة، الواجبة شرعا استبعدها أولياء المسلمين عمدا، وحصلوا عليها لأنفسهم، والعهدة على مجلة فوربس، وقائمتها السنوية عن أغنياء زكاة الركاز المنهوبة. كثير من جمهور العرب والمسلمين، غير المتخصص، لا يعرف زكاة الركاز، وسمع بها للمرة الأولى بعد غزو العراق للكويت صبيحة 2 أغسطس 1990، حين أيقظها المرحوم صدام حسين من سرير الملوك، وطالب بنصيب الشعوب العربية والإسلامية من زكاة الركاز، وساعتها خرج عليه فقهاء السلاطين، وأفتوا بأن البترول والغاز، وما يستخرجه الملوك والأمراء فى الخليج لا يخضع لزكاة الركاز، وإنما تخضع لها الكنوز المدفونة من عملات وأموال قبل الجاهلية، أما البترول فملكية عامة، ولا يجوز أن يخضع لزكاة الركاز، فالحكام، فتح الله عليهم، يصرفون من البترول على بناء الدولة، واختفت قصة الركاز مع عاصفة الصحراء عام 1991. فلا تسخروا من ترامب، ولا تتغزلوا فى ميلانيا وإيفانكا، ولا تحزنوا منه كأول رئيس أمريكى يصلى فى القدسالمحتلة أمام حائط المبكى، ولا تهجروه، لأنه يعترف أمام البابا فى الفاتيكان بنجاح صفقاته التجارية، فترامب أعاد إلى أمة الإسلام " زكاة الركاز" الفريضة الغائبة عن قصور الأمراء والحكام، وحقه كرائد أن يحصل عليها أولا، وقد يصيبنا الدور من زكاة الركاز المعطلة، فاستبشروا خيرا بترامب حتى لو حاز على لقب" الرئيس المخلوع". وكل رمضان وأنتم طيبون