المنظمات والمؤسسات اليهودية الأمريكية الإعلامية والدينية والاقتصادية تشعر بمسئولياتها تجاه «تثقيف» الشعب الأمريكى حول أهمية دعم إسرائيل والشعب اليهودى فى فلسطين، ودور أمريكا فى التمهيد لظهور المسيح ليحكم العالم من مدينة داود القدس.. وضرورة دعم جيش إسرائيل «جيش الرب» و «جيش القديسين» الذى سيبيد جيوش العرب «الكفار»! هذه المنظمات والمؤسسات تمول الدولة وجيش إسرائيل، وتمول أيضا مصارى «وحدة جادسار».. تلك النكبة الفلسطينية الجديدة! وبينما الفضائيات العربية – المصرية بصفة خاصة – غارقة فى التفاهة والسطحية والخلافات مستمرة ومستعرة بين “الحمساوية” و “الفتحاوية” على السلطة والنفوذ والأموال.. بينما الشعب الفلسطينى الحر الأعزل، يعيش تحت خط الفقر فى ظل ممارسات يومية إرهابية لسلطات الاحتلال الصهيونى، ويتشدق إخوان غزة “ الحمساوية “ عن أرض غزة المحررة، بينما أهل غزة يتعاملون فى حياتهم اليومية ب “الشيكل”! والسلطات الإسرائيلية تتحكم فى إمدادهم بالكهرباء والمياه.. فأى “تحرير” هذا؟! وأحاديث عن حكومة ووزارات ومجلس تشريعى ومحكمة دستورية عليا.. وجميعها مؤسسات تعمل فى ظلال الاحتلال الصهيونى!!.. وتصريحات “حمساوية “ جوفاء عن المقاومة.. وبين “الحمساوية” و “الفتحاوية” ضاعت القضية وحقوق تاريخية لشعب أصيل ليس له علاقة بأولئك ولا هؤلاء.. وشباب فلسطينى يقدم يومياً أنبل صور الشهادة من أجل وطنه “فلسطين”.. يقاوم بعيداً عن “فتح” و “حماس” ولو بسكين أو حجر، ليذكر العالم بأن الاحتلال مستمر وأن الظلم الدولى مازال قائماً.. ويساق يومياً زهرة شباب فلسطين إلى معتقلات الاحتلال! وتهدم بيوت الفلسطينيين التى توارثوها عن أجدادهم، بحجة أنها غير مرخصة.. وتستمر خطة تهويد القدس فى ظل صمت عربى مريب.. ويتوحش الاستيطان، والحكومة الإسرائيلية تضرب عرض الحائط بقرارات الأممالمتحدة وبالقانون الدولى، ويناقش الكنيست حالياً قانونا بتشريع المستوطنات فى الضفة الغربية “يهودا وسامرا” كما يطلقون عليها. ضاعت القضية والحق التاريخى بين “الحمساوية” و”الفتحاوية” والشباب الفلسطينى يعمل فى بناء المستوطنات مقابل 50 شيكلا فى اليوم.. وتتزايد الأرصدة الدولارية لقيادات حماس، بينما الشعب يعانى ويفتقد لأبسط مقومات الحياة الإنسانية.. هل يعلم القوم عن الشباب الفلسطينى المجند فى جيش الاحتلال الصهيونى؟!.. وماذا فعلوا من منطلق مسئولياتهم تجاه هؤلاء الخونة مشوهى الهوية. وحدة جادسار قد يعلم البعض عن وحدة “المستعربين” التى أنشأتها سلطات الاحتلال عقب حرب يونيو، وهم إسرائيليون خضعوا لدورات مكثفة لإجادة اللهجة الفلسطينية، وعادات وتقاليد الشعب الفلسطينى فى حياته اليومية، وبثت هؤلاء المستعربين بين صفوف الفلسطينيين – ومنهم من كانوا يشاركون المسلمين الصلاة فى المساجد – وقاموا بجمع المعلومات وتنفيذ بعض عمليات الاغتيال.. بالإضافة إلى وحدة الدروز الشهيرة التى تخدم فى صفوف الجيش الصهيونى. فى الثلاث سنوات الأخيرة، نجحت سلطات الجيش الصهيونى فى جذب شباب فلسطينى، وإغرائهم بالخدمة فى جيش الاحتلال وجمعهم فى وحدة خاصة تسمى “وحدة جادسار”.. ضمت حتى نهاية العام الماضى 600 شاب مسلم فلسطينى و 200 شاب مسيحى فلسطينى.. خضعوا لدورات مكثفة لإجادة اللغة العبرية، ويتم اختيارهم بعناية من الأجيال الأصغر الذين يشعرون أن هويتهم وانتماءهم لدولة إسرائيل.. وإغراءهم بالرواتب المتميزة بخلاف المكافآت، وتخصيص قطعة أرض لكل مجند لتأسيس بيت، ومطلوب منهم جذب المزيد من “مشوهى الهوية” وظروفهم الصعبة بعرض “مزايا “ الخدمة فى جيش الاحتلال باعتبارها الملاذ الأخير لهم. أقيمت قاعدة وحدة جادسار فى بلدة “يعبد” بالضفة الغربية، ومهمتها الرئيسية حماية المستوطنين الإسرائيليين من هجمات “الإرهابيين” الفلسطينيين.. فى صباح كل يوم يرددون النشيد الوطنى الإسرائيلى. ويتدربون على إطلاق الذخيرة الحية فى صحراء النقب، ويقومون بتفتيش الفلسطينيين على الحواجز الأمنية، ولعلنا نذكر الشاب “زياد الأشقر” الذى أطلق عليه الرصاص أحد هؤلاء الخونة بالقرب من مستوطنة “حمريش” زاعماً أنه كان يلقى بالحجارة على المستوطنين مردداً “ الله أكبر”! المسلمون من خونة وحدة جادسار أقسموا على القرآن الكريم يمين الولاء لدولة إسرائيل.. زاعمين لهم أنهم بذلك “يطهرون إخلاصهم”!! وقد أقر الكنيست قانوناً بتجريم من يتعرض لهؤلاء الخونة أو يتحرش بهم. الأب “ناداف” يقوم بأبرز الأدوار فى تجنيد “مشوهي الهوية” من المسيحيين بتمويل من الحكومة الإسرائيلية، وبدوره يغرى هؤلاء الخونة بآلاف الدولارات مستغلاً دافع الفقر والظروف المعيشية الصعبة، ولإثبات ولاءه للدولة التى تصرف عليه “المصارى”.. ويغريهم بمنح دراسية قيمة المنحة الواحدة خمسة آلاف دولار قائلاً : «دولة إسرائيل هى اللى بتمثلنا وبتحمينا.. لازم نعطيها».. وهو مدعو رئيسى من نتيانياهو فى الاحتفال “بيوم إعادة استقلال إسرائيل”.. ويشعل واحدة من اثنتى عشرة شمعة تمثل أسباط بنى إسرائيل.. ويحاط أعلى بيته بكاميرات المراقبة. أما الكولونيل “وجدى سرحان” القائد العربى لوحدة جادسار، فهو يبذل جهداً فى اجتماعاته بشباب فلسطين لجذب المزيد من المجندين – فاللغة ميزة رائعة فى التواصل على حد تعبيره – ملوحاً لهم بالأموال والمزايا التى تنتظرهم بالخدمة فى جيش إسرائيل مردداً “ هذه الدولة التى تحمينا وترعانا، واجبنا أن نرد لها الجميل “!..” الخدمة فى الجيش الإسرائيلى وسيلة رائعة لخدمة مجتمعكم”. حنين الزغبى.. وحملة “ارفض” وتقود “حنين الزغبى” النائبة العربية المنتخبة بالكنيست، ومعها مجموعة من الشباب والفتيات حملة بعنوان “ارفض” بين جموع الشباب الفلسطينى وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.. وتقول إن سلطات جيش الاحتلال تستخدم الرشاوى لإغراء الخونة والمزايا التى بانتظارهم عندما يلتحقون بوحدة جادسار .. هذه الفئة القليلة الخائنة هم يعرفون أنهم يخرقون الإجماع الفلسطينى وأنهم يمثلون خطراً على الشباب الفلسطينى .. وكان لحملة “ ارفض “ فاعليات رائعة فى يوم الأرض رافعين لافتات “ لن ننضم .. لجيش ملطخ بالدم “.. وتؤكد حنين “ لا يمكن أن نتصالح مع هذه الدولة الغاصبة المحتلة لبلادنا .. سنعمل كل ما فى طاقتنا من أجل ترسيخ الهوية الفلسطينية فى مواجهة هؤلاء العبيد الخونة “! منذ العقد الثالث من القرن العشرين، وقبل إعلان دولة الإرهاب، وحتى يومنا هذا، قدم الشعب الفلسطينى مئات الآلاف من الشهداء، شباباً ورجالاً وفتيات .. واليوم قلة من الشباب مشوهى الهوية يخدمون فى جيش الاحتلال.. وأين مؤسسات “الدولة” الفلسطينية.. ومنظمات وفصائل وفتحاوية وحمساوية وأحزان أخرى؟.. كفاكم عبثا. وهذه “السيدة” “الشابة” حنين الزغبى الفلسطينية الرائعة، تقدم نموذجاً رائعاً مع غيرها من الشابات الفلسطينيات المنتميات لوطنهن فلسطين حباً وعملاً وإخلاصاً .. بينما “ الرجل “ الكولونيل سرحان يتمنى: أن يرتدى الآلاف كاب جادسار “ البنفسجى.