خالد سعيد في الوقت الذي حظت زيارة بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الصهيوني للعاصمة الأمريكية، واشنطن، باحتفاء إسرائيلي واضح المعالم، ولدى وسائل الإعلام العربية والدولية، فإن زيارته لسنغافورة واستراليا من بعدها لم تحظ بأية اهتمام يذكر، لما للقاء نتانياهو والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أهمية على الصعيدين، العربي والدولي. بداية زار نتانياهو واشنطن في الرابع عشر من الشهر الجاري، والتقى بالمسئولين الأمريكيين، تلاها بلقائه المهم بترامب في اليوم التالي، وهي الزيارة المرتقبة للتجمع الصهيوني وللعالمين، العربي والإسلامي، لما لها من تداعيات سلبية عليهما، وبمجرد وصوله لتل أبيب عقد اجتماعًا مهمًا مع الكابينيت الإسرائيلي ( المجلس الوزاري المصغر ) لمناقشة نتائج تلك الزيارة التاريخية؛ في وقت حينما طار نتانياهو لسنغافوره وهي الزيارة التي لم تحظ بأية تغطية إعلامية تذكر، باستثناء فقرات مصغرة أو مقتطفات على هامش نتائج زيارته الأولى للعاصمة الأمريكية، واشنطن، وما لها من تبعات. استهل رئيس الوزراء الصهيوني زيارته لسنغافوره التي قوبل فيها بنوع من الفتور والبرود، رغم أنها الزيارة الأولى له، بلقائين متتاليين، رئيس الوزراء لي هاسين لونج، والرئيس توني كينج يام، وهي الزيارة التي جاءت لتكلل علاقات ثنائية منذ سنوات، خاصة وأنهما يشتركان في مجالات عديدة، أهمها المجال التقني والتكنولوجي، بيد أن الخبر الرئيسي الذي جاء على لسان الصحف الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، هو ضرورة افتتاح خط طيران مباشر بين الدولتين، وتقديم الدعم المشترك لدول القارة الأفريقية في المجال التقني. في اللقاء الصحفي المشترك بين نتانياهو والرئيس كينج يام قال إن سنغافوره وبلاده توأمين، وتجمعهما خيوط كثيرة ومجالات متعددة، ويرتبطان بعلاقات وثيقة وقوية، ستتوجَّ بإقامة خط طيران مباشر بين البلدين، وهو ما كتبه إيتمار إيخنار، المحلل السياسي لصحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية، وأحد الصحفيين المرافقين لرحلة نتانياهو، حيث رأى أن رئيس الوزراء الصهيوني يعتبر سنغافوره من الدول المهمة والمتقدمة في مجال التكنولوجيا والتقنية الصناعية الحديثة، ويرغب " بيبي " في الاستفادة منها، وتبادل الخبرات في الكثير من المجالات الحيوية، أهمها مجال التقنية! وحول توأمة البلدين، ووصف نتانياهو علاقة بلاده بسنغافوره، فإن بيبي يعتبر البلدين قاما على أرضية ضعيفة بدون موارد طبيعية وتقنيات متقدمة، وهو ما أكدته القناة الثانية الإسرائيلية من أن كل بلد منهما نهضا بدون موارد حقيقية، مؤكدة أن استقبال نتانياهو الطيب – وهو ما يتناقض مع ما ذكرته صحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية، من قبول بيبي بفتور، حيث رأت أن سنغافوره هي البوابة الحقيقة لإسرائيل تجاه القارة الآسيوية، وبوابة الشرق ككل، خاصة في المجال الاقتصادي الذي تولي له تل أبيب أهمية كبيرة، إضافة لمجال مكافحة الإرهاب، وهما المجالان اللذان انصب اهتمام نتانياهو عليهما في زيارته المهمة لسنغافوره وما سيليها من زيارات أخرى للقارة الآسيوية. ذكر اوري سيجل، المحلل السياسي للقناة على موقعها الإلكتروني، أن مجال مكافحة الإرهاب والاقتصاد هما بوابة اقتحام العدو الصهيوني للقارة الآسيوية، وهو ما ينطبق على الدول العربية المعتدلة أو الدول العربية السُنية! الثابت مما سبق أن المجال التقني ومكافحة الإرهاب هما المفتاح الحقيقي لاختراق العدو الصهيوني للقارة الآسيوية، وما زيارة نتانياهو لسنغافوره إلا تأكيدا على توطيد تل أبيب علاقتها بدول آسيوية متقدمة، نجحت من خلالها في تعزيز مجالها التكنولوجي، وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال الذي تعترف بأن سنغافوره صاحبة التقدم فيه، وأنها تستفيد منه، بشكل أو بآخر، في وقت سيزور نتانياهو استراليا مساء اليوم، الثلاثاء، بهدف توطيد العلاقات الثنائية، وهي الزيارة التالية لسنغافوره.