فضل الله علي عباده كبير ووفير, ونعم الله لا تحصي ولا تعد, يقول تعالي:( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها), ولو حاول الإنسان أن يؤدي شكر نعمة واحدة من أنعم الله عليه ما استطاع إلي ذلك سبيلا, ومع ذلك يربو فضل الله ويزداد برغم تقصير العبد, لأن الفضل شأن الرب, والنقص شأن العبد. يقول الإعلامي محمد عبدالعزيز عبدالدائم: إن الفضل لا يتبدي في مجرد الإحسان من الله برغم التقصير من العبد, وإنما يتبدي في محاسبة الله لعباده فهو يثيبهم علي الحسنة بعشر أمثالها, والله يضاعف لمن يشاء, ولا يحاسبهم علي السيئة إلا بمثلها بل إن الفضل يزيد ويربو حينما نعلم أن الله سبحانه وتعالي يثيب العبد حينما يهم بحسنة حتي لو لم يفعلها, ويعفو عن العبد حينما يهم بسيئة ولا يفعلها إذ كان مقتضي العدل ألايثيب من هم بالحسنة ولم يفعلها ما دام لا يعاقب من هم بالسيئة ولم يفعلها لكن الله سبحانه وتعالي ذو فضل عظيم. ولذلك فإن سعي الإنسان في الحياة مهما بلغ لا يصل به إلي الجنة, لكن رحمة الله ورأفته بعباده جعلت الجنة إرثا للمؤمنين من عباد الله وكأنهم يستحقونها عن جدارة واستحقاق, وهذا ما يرشدنا إليه الرسول صلي الله عليه وسلم حين يقول: لايدخل أحدكم الجنة بعمله فسأل بعض الصحابة رسول الله قائلين: ولا أنت يارسول الله, قال:( ولاأنا إلا أن يتغمدني الله برحمته), ولذلك ايضا قال الرسول صلي الله عليه وسلم: من حوسب عذب, قالت عائشة: أوليس يقول الله تعالي: فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال صلي الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض لكن من نوقش الحساب يهلك, فالرسول بهذا الحديث يرشدنا إلي أن فضل الله الذي يهدينا إلي طريق الجنة, أما عمل الإنسان مهما بلغ فهو يقصر به عن أن يبلغه الجنة.