أخي المصري لنتفق جميعا علي أن مصر فوق الجميع وهي أمنا جميعا لا يفترسها أحد ولا يختزلها أحد في ذاته أو في أفكاره أو معتقداته. ولنتفق كذلك علي أنها تمر بظروف بالغة الصعوبة هي في حاجة إلي الأمن بالتصدي للعصابات المسلحة التي تغتصب وتروع ولا يستطيع مواجهتها وردعها إلا القوات النظامية. وهذه القوات مستهلكة ومستنزفة في مواجهة المحتلين للشوارع والميادين الذين ينامون فيها ويعتبرونها ملكية خاصة لهم ولذلك يعلنون أنهم سيستردون حيازتها من القوات النظامية. وبذلك تخضع مصر لحكومتين. النتيجة الطبيعية أنه لا سياحة ولا استثمار ولا إنتاج ولا تجارة وبدأت بعض الشركات تسرح موظفيها وعمالها لكي ينضموا إلي طابور العاطلين والجائعين والمسلحين الذين يجوبون كل المواقع للسرقة وللعدوان. أخي المصري لا تشارك في أي اعتصام أو في احتلال الميادين أو الشوارع أو الطرقات أو في قطع المرور في أي موقع فهذه الأعمال تهدد مصر في وجودها وفي وحدتها. وهي تحقق أهداف الأعداء الذين يسعون الي تمزيق وشرذمة العالمين العربي والاسلامي تنفيذا لرغبات مديري الموساد والقادمين من الغرب ومن عند السيدة هيلاري هؤلاء لا يعيشون معاناة التسعين مليون مصري الذين كتب عليهم أن يقعوا بين مخالب وأنياب الجوارح من كل صوب, سلمت يا مصر مما يدبر لك في الظلام وللأسف لا أملك الا الدعاء بل إنني لا أقدر علي البكاء, فبالأمس لم أبك لأن جفوني كانت أقوي من الدموع واليوم لا أبكي لأن المآقي قد جفت منها الدموع. المزيد من مقالات د.نعمان جمعة