كشفت صحيفة حرييت التركية أن سلاح البحرية التركي سيعزز من وجوده في منطقة شرق البحر المتوسط من خلال القيام بدوريات في المياه الدولية بتلك المنطقة. وقال مصدر دبلوماسي تركي للصحيفة إن أنقرة ستتخذ استراتيجية أكثر تشددا, وأن إسرائيل لن تستطيع مواصلة ما وصفه بالبلطجة البحرية في المنطقة. وأشارت مصادر تركية إلي أنه من بين الإجراءات المزمع اتخاذها مرافقة سفن حربية تركية للسفن التي ستنقل مساعدات إلي قطاع غزة, والإشراف علي حرية الملاحة في المنطقة بين جزيرة قبرص وشواطئ إسرائيل. وعلي الصعيد السياسي, قال أرشد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي إن علي إسرائيل أن تدفع ثمن أفعالها, وأشار في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلي أن تركيا لم تفرط في علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي وإنما الإسرائيليون هم الذين أقدموا علي ذلك, وأضاف أن الاجراءات التي تم اتخاذها تعد مرحلة أولية, وسيتم بحث التدابير الإضافية وخاصة بالنسبة لحرية السير والسفر في البحر المتوسط. وقال إن تركيا تمتلك أطول السواحل علي البحر المتوسط وترفض أن تعتبر البحر بحيرة إسرائيلية علي حد قوله. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدث في الأممالمتحدة إن المنظمة الدولية دعت إسرائيل في تقريرها حول الهجوم علي أسطول الحرية التركي إلي إبداء الأسف لاستخدام القوة المفرطة في الهجوم علي سفن المساعدات التركية. وفي غضون ذلك, قال الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل لم ولن تعتذر إلي تركيا بشأن هجومها علي قافلة سفن المساعدات التي كانت متوجهة إلي قطاع غزة. وأضاف أن إسرائيل لا يمكنها الاعتذار علي قيامها بالدفاع عن جنودها ومواطنيها حسب قوله. وأشار مسئول رفيع المستوي في إسرائيل رفض ذكر اسمه إلي إن إبعاد السفير الإسرائيلي من تركيا كان متوقعا, وعليه لم يتم تعيين خلفا للسفير الحالي جابي ليفي الذي أحيل إلي التقاعد. وأضاف أن السفارتين في كلا البلدين ستعملان من الآن وصاعدا علي مستوي منخفض أكثر من ذي قبل, مشيرا إلي أن تركيا لم تفرض قيودا علي حركة التبادل التجاري أو السياحة بين الجانبين. وعلي الصعيد نفسه, انتقد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة تقرير الأممالمتحدة بشأن الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية ومواقف التقرير الذي اعتبرت حصار غزة أمرا مشروعا. وقال السفير محمد صبيح في تصريحات له أمس إن التقرير المعروف باسم تقرير بالمر لم يحالفه الصواب وهو منحاز ويسئ لسمعة الأممالمتحدة ويشجع العدوان والحرب ويمكن أن تتخذه إسرائيل ذريعة لاستمرار حصار غزة. وأبدي استغرابه لتبريرات التقرير للحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة, وقال إن هذا مخالف للقانون الدولي فليس من حق دولة أن تفرض حصارا علي دولة أخري لأسباب سياسية, ولو أن كل دولة حاصرت الدول المحيطة بها فسيختل ميزان العدل في العالم. وأضاف إن فرض الحصار يجب أن يصدر بقرار من مجلس الأمن, واصفا هذا التقرير بأنه مخالف للقانون الدولي, وكل من وقع علي هذا التقرير سوف يتحمل المسئولية. وأشاد صبيح بقرار تركيا بطرد السفير الإسرائيلي لديها, وقال إن إسرائيل هاجمت السفن التركية في المياه الدولية, وهو عدوان علي سيادة تركيا ومن حقها أن ترد بالشكل الذي تراه مناسبا. رام الله- خالد الأصمعي: ومن جانبه, وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تقرير الأممالمتحدة حول الهجوم علي أسطول الحرية بأنه تقرير سياسي ويخالف القانون الدولي لأن قطاع غزة ما زال تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي علي حد قوله. وفي غضون ذلك, وصف عمرو موسي المرشح المحتمل لرئاسة مصر قرار تركيا بإبعاد السفير الإسرائيلي بأنقرة بأنه قرار يأتي في الوقت المناسب تماما, وأعرب عن اعتقاده بأنه يجب علي الدبلوماسية المصرية أن تستدعي سفير مصر في تل أبيب إلي أن تعتذر إسرائيل عن اختراق جنودها للحدود المصرية واعتدائهم علي الجنود المصريين. ومن أثينا- عبد الستار بركات: يصل وزير الدفاع اليوناني بانوس بيجليديس خلال ساعات إلي إسرائيل تلبية لدعوة من نظيره الإسرائيلي إيهود باراك, لإجراء محادثات هامة مع المسئولين الإسرائيليين وعلي رأسهم رئيس الدولة شيمون بيريز في ضوء توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.