إن العيد في الإسلام يعتبر طاعة وعبادة, ونحن نفهم العبادة أحيانا فهما خاطئا بأن تكون صلاة وصياما فقط, وإنما هي كل عمل حلال حتي ولو كان ترفيها فهو عبادة أيضا, فالإسلام دين الفطرة, والفطرة الإنسانية تجعل الإنسان يحب التغيير, وألا يكون في حياته متذمرا عابسا, يقول الصحابة: كان الرسول صلي الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا, وفي أثر يقول: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت. يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه في هذا اليوم ينبغي أن نذهب للمساجد من طريق ونعود إلي بيوتنا من طريق آخر لأن الملائكة تكون علي الطريقين ترحب بالمعيدين والمصلين, وتبشرهم برحمة الله ومغفرته ورضوانه, وعيد الفطر مرتبط بأداء فريضة الصيام, فكأننا في يوم العيد نفرح لأن الله وفقنا جميعا إلي أداء هذا الركن العظيم الذي تحدث عنه القرآن الكريم, وجعل ركن الصيام كما جاء في الحديث الشريف أن الصبر نصف الإيمان, والصيام نصف الصبر فكأن الصيام في هذا الحديث ربع الإيمان, وفريضة الصيام لها عند الله مكانة خاصة تتمثل في أنها الفريضة الوحيدة التي لا يمكن أن يدخلها الرياء, فقد أصلي أو أحج ويشاهدني الناس, وربما يحف ذلك شيئا من الرياء, أما الصيام فهو سر بين العبد وخالقه, ولذلك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)., وأيضا نحن في صيامنا نصوم عن الحلال ولا نصوم عن الحرام, وفي الليل يباح لنا ما كان محرما علينا في النهار, ومن هنا كان صيامنا عن الحلال هو الطريق الصحيح في الصيام عن الحرام, ويكون تدريبا عمليا للإلتزام بما أمر الله به في الواجبات والمنهيات. ويؤكد الدكتور محمد الدسوقي أن العيد له جانب آخر غاية في الأهمية فهو يمثل صورة التكافل العام بين جميع أفراد الأمة, لا فرق بين غني وفقير في صدقة الفطر, وتسمي صدقة الأبدان لأنها تجب بالنسبة للأطفال, أي كل طفل يولد قبل غروب شمس آخر يوم في رمضان يجب إخراج زكاة الفطر عنه, فالأسرة بأكملها تفرض عليها الزكاة, و أيضا كل من يملك أزيد من قوت يومه في العيد, عليه أن يخرج زكاة الفطر وهذا قد لا يفهمه الكثير من الناس, فجميع المسلمين تجب عليهم زكاة الفطر فلا فرق بين غني وفقير, وهذا بالطبع يحقق مفهوم الأخوة الإسلامية, ولقد جاء في الأثر أن صيام رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرتفع إلي السماء إلا بعد أداء زكاة الفطر, التي تمثل طهرا للصائم وطعاما للمساكين, فربما حدثت للصائم في نهار رمضان غفوة لا يذكرها مثل نميمة أو غيبة, فتأتي الزكاة لتطهر الصيام وتمحو الذنوب, فزكاة الفطر إحدي وسائل دخول الناس الجنة من باب الريان الخاص بالصائمين.