الأمة الإسلامية كرمها الله عز وجل بأيام خالدة ومناسبات دينية عظيمة تعد من نعم الله عز وجل وهي تستوجب الشكر, وإحتفال المسلمين بالأعياد له ضوابط وتوجيهات حملتها لنا الشريعة الإسلامية. وينبغي علينا أن نطبق تلك التوجيهات حتي نسعد بتلك المناسبات الدينية العظيمة. يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: الأمة الإسلامية يوم عيد الفطر المبارك مطالبة بأن تشكر الله عز وجل علي أن وفق المسلمين لصيام شهر رمضان, وأول مظاهر هذا الشكر يتمثل في صلاة العيد والتي يتوجه فيها المسلمون إلي المولي سبحانه وتعالي بالتكبير والشكر لحلول هذا اليوم العظيم. وصلاة العيد يجب أن يحضرها كل المسلمين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ, ومن الأمور المهمة أن يذهب المصلون إلي المساجد هذا اليوم في جماعات وأن يتقابلوا في الطرقات لأن الملائكة في هذا اليوم تقف في الطرقات وتدعو للمسلمين الذين يذهبون لصلاة العيد في المساجد بعد أن من عليهم الله بصوم رمضان وإخراج زكاة الفطر وختم القرآن الكريم وقيام الليل, ولذلك ينبغي أن يكون الذهاب إلي المساجد يوم عيد الفطر من طريق والعودة من المسجد من طريق أخر وهذه سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم. ويضيف أن المسلم مطالب في هذا اليوم بأن يبادر بصلة الأرحام وعليه أن يبدأ بالأقرب, كما أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قد أمر المسلمين أن ينبذوا الفرقة والخلاف والخصام في هذا اليوم المشهود وأن ينسئ المتخاصمون ما بينهم من خصام, وأن يبادر كل إنسان بفعل الخير حتي تسود قيم التسامح والود بين المسلمين في هذا اليوم الذي جعله الله عز وجل عيدا للمسلمين ليحصدوا جوائز الصيام والصلاة والإعتكاف وقراءة القرآن وزكاة الفطر. ويؤكد علي أن زيارة القبور يوم العيد إن حدث ذلك يجب ألا تكون سببا في إدخال الحزن علي أهل الميت أم البكاء أمام القبور بل يجب أن تكون سببا في أخذ العبرة والعظة وتذكر الموت لفعل الخير والبعد عن ظلم الناس, كما أنها يجب أن تكون بهدف الدعاء والإستغفار للميت, وعلي المسلمين أن يبادروا في هذا اليوم بزيارة أهل المتوفين حديثا وهذا من جانب إدخال السرور عليهم والوقوف بجانبهم, كما أن العطف علي الأيتام في هذا اليوم يعد من الواجبات التي أوصي بها الرسول صلي الله عليه وسلم, لأن اليتيم في هذا اليوم يتذكر والده ويري أقرانه مع أبائهم وقد يحزن ويبكي ولذلك فزيارة الأيتام والعطف عليهم تكون سببا في إدخال البهجة والسرور عليهم والتخفيف عنهم. ويضيف أن هناك بعض الظواهر السلبية تحدث في أثناء الإحتفال بالعيد ويجب أن يعلم الجميع أنها تخالف تعاليم الشريعة الإسلامية, وعلي الشباب أن يدرك أن الإحتفال بالأعياد في الإسلام له ضوابط يجب الإلتزام بها, فلابد من البعد عن مظاهر العنف أو التجمع في الشوارع أو غيره من المظاهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع ويصاحبها العديد من الحوادث التي تعكر صفو الإحتفال بالعيد وتسبب ضررا للأخرين, فلابد من البعد عن تلك المظاهر السلبية التي يرفضها الإسلام لأنها تتنافي مع ما لهذا اليوم من وقار وسكينة.