في استجابة كريمة لما نشرته تحقيقات الأهرام تحت عنوان تعظيم سلام لآخر ضحايا النظامحول المواطن ماهر عبدالفتاح الذي تسبب اهمال طبيب في معهد ناصر في بتر ساقة اليمني ورفضه الاستفادة من التقرير الطبي الصادر عن المستشفي والذي يفيد بأنه تعرض لاطلاق الرصاص في مظاهرات52 يناير.. فقد تلقينا العديد من المكالمات التليفونية التي تعرض مساعدته وقدمت احدي القارئات عكازين له لإعانته علي الحركة حتي يتم العلاج الطبيعي وتركيب ساق صناعية وفقا لقرار وزارة الصحة بتحمل تكاليف العلاج الطبيعي والجهاز التويعضي. وكانت أبرز استجابة تلك التي تلقيناها من مؤسسة مصريون مدنيون برئاسة السيدة أيمان الخضري والتي تضم في عضويتها نخبة من رموز المجتمع المدني لهم نشاط ملحوظ في رعاية مصابي الثورة, وعلاج عدد من الحالات منهم في خارج مصر, وكان للمؤسسة أنشطة انسانية وخيرية قبل الثورة منها رعاية المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة, وقدمت المؤسسة ممثلة في رئيستها السيدة ايمان الخضري والسيدات هالة هلال وشيرين حبش وهالة خلف من عضوات المؤسسة شهادة تقدير تكريما لماهر عبدالفتاح باعتباره مواطنا شريفا رفض المتاجرة بساقه أو استغلال التقرير الطبي الرسمي الصادر عن المستشفي باعتباره من مصابي الثورة, كما قدمن له هدايا متنوعةو وقدمن لبناته جهاز كمبيوتر شخصي لاستخدامه في المنزل والعمل عليه وتعهدن بأن يقوم أحد المتخصصين المشاركين في المؤسسة بتدريبهن علي إستخدام الكمبيوتر وصيانته, وتعهدن أيضا بتوفير فرصة عمل لماهر بعد إتمام شفائه, ومساعدته في إقامة فاترينة لبيع المنتجات الكهربائية وتزويده بالبضاعة اللازمة ليتمكن من الحصول علي دخل دائم يكفي أسرته دون الحاجة لمساعدات من الآخرين. السيدة إيمان الخضري رئيسة المؤسسة قالت إنها تقدمت وعضوات المؤسسة بمذكرة الي الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة والسكان لمطالبته بالتحقيق في حالة ماهر ومحاسبة الطبيب الذي تسبب باهماله في بتر ساقه ومحاسبة مدير المستشفي الذي استخرج تقريرا رسميا يفيد بأن الاصابة كانت انقاذا لحياته بعد أن تلقي عيارا ناريا في المظاهرات كاد يودي بحياته, وهو ما يعتبر تزويرا في أوراق رسمية. وفي بيت ماهر كانت الفرحة مرسومة علي وجوه زوجته وبناته الثلاث واللاتي شعرن بأن هذا التكريم جاء في موعده بعد شهور من الظلم وبعد أن تجاوز رب الاسرة أقسي اختبار يمكن أن يتعرض له انسان شريف يحتاج الي جنيهات قليلة لتلبية احتياجات اسرته ومع ذلك يرفض الحصول علي تعويضات لا يستحقها ولا يدعي بطولة. وروي ماهر خلال لقائه بوفد المؤسسة التي تضم في عضويتها نخبة من رموز المجتمع المدني منهم المستشار زكريا عبدالعزيز والمخرج والكاتب بهيج اسماعيل كيف أنه قضي نحو ثلاثة أشهر في غرفة بمعهد ناصر تضم سبعة من مصابي الثورة وهو الثامن ولم يكن يعلم أن باب الغرفة كان معلقا عليه كشف بأسماء النزلاء الثمانية علي أنهم جميعا من مصابي الثورة, وكان يحضر اليهم مواطنون وممثلون لجمعيات خيرية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم الهدايا اليهم فكان يخبرهم بأنه لا يستحق هذه الهدايا لأنه ليس من مصابي الثورة فكانوا يستردونها منه شاكرين له موقفه المشرف برفض هذابا مخصصة لمواطنين غيره كادوا يضمون بأرواحهم, وقال انه لم يندم لحظة علي هذا الموقف الذي يجعلة يشعر بالفخر والاعتزاز بنفسه واحترام ذاته. وفي نهاية اللقاء اعلنت رئيسة المؤسسة السيدة ايمان الخضري ان تكريم ماهر عبدالفتاح سيكون بداية لمبادرة تتبناها المؤسسة لتكريم كل مواطن شريف لا يقبل الحصول علي مالا يستحقه خاصة أننا نشاهد بعض المدعين الذين يحاولون استخراج تقارير تفيد بأنهم من مصابي الثورة بينما يثبت الكشف الطبي عليهم ان اصابتهم تعدت سنوات نتيجة مشاجرات قديمة, وهذا ما جعلنا نشعر بأن هناك من يريد جني ثمار الثورة وهم لم يشاركوا فيها مما يسييء الي المجتمع المصري ككل ولهذا بادرت المؤسسة بتكريم ماهر عبدالفتاح بعد قراءة قصته في الاهرام واعتبرته نموذجا رائعا للمواطن الشريف عفيف النفس, ورأت المؤسسة أن تكرم امثاله من المواطنين الشرفاء ويسعدها تلقي قصص هؤلاء المواطنين من أقاربهم وذويهم وجيرانهم وأصدقائهم والتي ستتم دراستها لاختيار من يستحق منهم التكريم وفق برنامج زمني بمعدل مواطن كل شهر.