هل يكفى إنزال العلم الاسرائيلى وحرقه أو دهسه بالإقدام تأثرا لمقتل الجنود المصريين على الحدود المصرية الاسرائيلية المشتركة.. وبماذا تفيد الهتافات المنادية بطرد السفير الاسرائيلى من القاهرة أو تلك المنادية بسحب السفير المصرى من تل أبيب؟ أحسب أن المسألة ليست فى الدعوة لطرد السفير الإسرائيلى أو سحب السفير المصرى من تل أبيب، إنما القضية أكبر من هذا بكثير، لأنه إن حدث ذلك وهو مستبعد لأسباب كثيرة فلن يشفى غليل المصريين الغاضبين جراء الإعتداءات الإسرائيلية الوحشية على أخواننا فى قطاع غزة أو على الجنود المصريين فى سيناء، أولا لأن سحب السفير لا يعنى فى العرف الدبلوماسى قطع العلاقات مع هذه الدولة أو تلك إنما هو إجراء دبلوماسى تلجأ إليه الدول للتعبير عن الغضب الشديد إزاء سلوك أو تصرف معين من الدولة المضيفة أو الصديقة. كما لا يعنى سحب السفير قطع العلاقات تماماً مع إسرائيل لأن السفارة المصرية ستظل موجودة فى تل أبيب وكذلك السفارة الاسرائيلية بأطقم عملها، وحسب العرف الدبلوماسى فإنه إذا ما تم سحب السفير أو استدعائه من قبل دولته يقوم بعمله نائب السفير أو القائم بالأعمال. لكن ما هو الفرق بين استدعاء السفير وبين سحبه من أى دولة.. الاستدعاء درجة من درجات الغضب إزاء تصرف معين قامت به الدولة المضيفه يتم فيه إبلاغ السفير بطبيعة الاحتجاج لإبلاغه لحكومته لطلب الاعتذار أو توضيح الموقف ومبرراته، وهو ما حدث عندما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الاسرائيلى عقب جريمة قتل الجنود المصريين وتم إبلاغه الاحتجاج المصرى، أيضا تلجأ الدولة إلى استدعاء سفيرها للتشاور لدى الدولة كإجراء دبلوماسى للتعبير عن الغضب يعود بعدها لممارسة عمله بشكل طبيعى بعد فترة معينة . أما سحب السفير فهو إجراء دبلوماسى تصعيدى يشير إلى الغضب الشديد لا يعود فيه السفير إلى عمله فى السفارة كسفير لبلاده مرة أخرى وقد يجيئ الرد بإجراء مماثل من هذه الدولة أو تلك بسحب سفيرها أيضاً وتتوتر العلاقات بين الدولتين، قد يعود بعدها السفراء بعد إنتهاء حالة التوتر بأشخاص جدد. المعروف أن وجود السفير فى أى دولة يعطى ميزة جيدة باعتباره ممثلا لحكومة بلاده ويتيح وجوده استمرار القنوات الدبلوماسية ورعاية مصالح دولته، كما أن وجوده يمثل لسان حال دولته وحكومته فى هذه الدولة، و يستطيع فتح قنوات إتصال مع المسئولين المعنيين، وتوضيح الرؤى والمطالب وإزالة أسباب المشكلات التى قد تظهر بين فترة وأخرى، كذلك يتيح وجود السفير ميزة إبلاغ احتجاج دولته بنفسه دون وسيط وهو ما يعطى يجعله عين الوطن الأمين. المطلوب للإجابة على السؤال الأول أن يكون لدينا مليون أحمد الشحات الذى أنزل العلم الاسرائيلى، سلاحهم العلم، وليس تسلق العمارات أو الأسوار، وأن يكون لدينا الإرادة على تحقيق نهضة علمية نتجاوز بها دولة إسرائيل بمراحل ، وأن نؤمن حدودنا بالسلاح المتطور، وإثارة القضية على مستوى المحافل الدولية وضرورة إجراء تحقيق دولى يدين إسرائيل يجبرها على الإعتذار. المزيد من مقالات محمود النوبى