بعد أيام قليلة يهل علينا عيد الفطر المبارك كل عام وأنتم بخير كأول عيد بعد ثورة25 يناير يخرج فيه أفراد الأسرة إلي المتنزهات والحدائق والمناطق السياحية, وبرغم أن العيد فرحة إلا أن هناك أيضا معاناة تصاحبه. قضية الأسبوع رصدت الاستعدادات للعيد في وسائل المواصلات من سكك حديدية ومترو الانفاق وكذلك الأوضاع في الأسواق والمتنزهات والأهم من هذا كله هو الأمن, والانضباط في الشارع. إجابة كل هذه التساؤلات وغيرها في قضية هذا الأسبوع. مترو الأنفاق الذي بدأ بداية حضارية, لاقت استحسان الناس, ورويدا رويدا بدأ منحني الخدمة في التهاوي, حتي يكاد الآن يصل إلي الحضيض.. كثيرون يركبون بلا تذاكر, ويقفزون من فوق الماكينات, سواء عند دخول المحطات, أو عند الخروج منها, باعة متجولون في المحطات, وداخل عربات المترو في مشهد فريد, وكأننا في سوق الموسكي!! وتصل الأمور الي ذروتها عندما يقتحم بعض الشباب العربات المخصصة للسيدات غير عابئين بصراخهن واستغاثتهن, لكن الشباب المخالفين يبررون ذلك بأن العربات مزدحمة تماما. ويؤكد محمود الجندي أحد الركاب الدائمين للمتر ذهابا وايابا, من المنزل للعمل والعكس, أن نظافة المترو أصبحت من أحاديث الماضي, فالأرض مغطاة بقشر اللب وعلب العصير والمثلجات والأكياس الفارغة بعد اختفاء عمال النظافة, ويتساءل محمود الجندي متي سيتم اصلاح ماكينات تذاكر الدخول والخروج, فقد أصبحت القاعدة أنها لا تعمل والاستثناء أنها تعمل, وهي فرصة للسادة المزوغين. ويضيف أن ركاب المترو يتمنون أن تكون جميع شهور السنة شتاء, لأن الصيف معناه أننا لن نستطيع التنفس داخل المترو إلا بصعوبة تامة, فالسخونة داخل العربات رهيبة والرطوبة خانقة وهناك كثيرون يقاطعون المترو طوال الصيف, خاصة مرضي الحساسية الصدرية لأن وجودهم في عربات المترو في أثناء فترات الظهيرة والعصر, يمثل خطورة داهمة علي صحتهم ومن تحدث له أزمة تنفسية لن يجد من يسعفه, فلا توجد أية اسعافات في المحطات ومصير المرضي حتما الموت. ويطالب راكب آخر برقابة مشددة داخل المحطات حيث انتشر البلطجية واللصوص والنشالون, ففي لحظة تختطف الحقائب ويختفي الخاطف الذي درس المكان جيدا, كما يطالب بضرورة نظافة المحطات والعربات والمقاعد, وفرض جزاءات رادعة علي من يقتحم عربات السيدات من الرجال, وكذلك تركيب وتشغيل أجهزة التكييف ومطاردة الباعة الجائلين المتجولين داخل المترو واصلاح ماكينات الدخول والخروج والقضاء علي ظاهرة التزويغ التي استشرت في الآونة الأخيرة, وتمثل خسارة فادحة في ايرادات المترو. تدني السلوكيات ويشكو أحمد عبدالحميد رئيس محطة جمال عبدالناصر من تدني سلوكيات الكثير من الناس, مشيرا الي أنها تغيرت الي الأسوأ, فالقوة والعنف والصوت العالي أصبحت هي اللغة الرسمية للتعامل بين الموظفين بالمترو والناس عندما يكون هناك أخطاء ترتكب ونحاول ضبطها, فهناك من يرفض ابراز التذكرة وهناك من يدخل الي عربة المترو بالقوة. ويزيد من هذه المشكلات غياب الأمن وهذا يؤدي الي عدم شعورنا بأننا اذا ما طلبنا زيادة قوات الأمن وتفعيلها فلسنا متأكدين من الاستجابة الفورية, وهذا يجعلنا في موقف ضعيف الي حد ما, ونحاول طوال الوقت أن نتعامل مع المخالفين والناس بنوع من الحكمة الشديدة وهذا أيضا يأتي علي حساب العاملين وما يبذلونه من جهد نتيجة للمعاناة في أسلوب المعاملة الذي أصبح صعبا للغاية. أما المهندس محمد الشيمي رئيس مجلس إدارة جهاز تشغيل مترو الأنفاق فقال: اعترف بوجود بعض السلبيات لأن المترو مرفق ينقل3 ملايين راكب يوميا فضلا عن أنه بدأ تشغيله منذ25 سنة ولدينا خطة لتطوير الخطين الأول والثاني وتجديد جميع الماكينات لأن تهالك بوابات التذاكر يرجع الي عدم وجود قطع غيار, وتم تركيب600 ماكينة جديدة وجاري استكمال الباقي وستعمل بالتوافق مع الخط الثالث بتكلفة50 مليون جنيه, والمرحلة الثانية من خطة التطوير ب75 مليون جنيه تبدأ خلال عامين من المرحلة الأولي وعند الانتهاء منها سنكون حللنا مشكلة جميع الماكينات المتهالكة. وفيما يتعلق بعدم وجود تهوية جيدة في عربات مترو الانفاق قال المهندس محمد الشيمي انها ترجع الي أن عربات المترو مصممة أصلا بدون تكييف ومع زيادة درجة الحرارة وزيادة عدد ركاب المترو بدأوا يشعرون بسوء التهوية, وأكد أنه جاري تجديد17 قطارا وتعديل طريقة التهوية وتم تجديد قطارين بالفعل بالتعاون مع الشركة الفرنسية المصنعة للقطارات. وأضاف ندرس الآن إمكان تكييف جميع القطارات من خلال دراسة قوة الشبكة الكهربائية, من حيث قوة تحمل الشبكة للأعباء الجديدة أم لا, ونعمل حاليا علي اجراء مناقصة لتوريد20 قطارا مكيفا للخط الأول وتم التعاقد بالفعل علي توريد4 قطارات للخط الثاني ستعمل في شهر يونيو من العام المقبل, كما أننا نعمل حاليا علي تغيير جميع أجهزة المحطات والتي بدأت بتغيير تكييف محطة الشهداء. ونعمل علي أن يكون الخطان الأول والثاني بنفس مستوي الخط الثالث.