للحفاظ علي المقتنيات النبوية الشريفة والأمانات التي كانت بخزائن المماليك والعباسيين وأمراء الحجاز أتي بها السلطان سليم الأول بعد عودته من مصر ووضعها في قصر طوب قابي باسطنبول. وبعد عام 1808م أمر السلطان محمود الثاني بتخصيص الجناح الخاص بالسلطان بالقصر منذ محمد الفاتح للآثار والمقتنيات النبوية وتبلغ 605 قطع وعرفت بعد ذلك بدائرة البردة الشريفة أو جناح الأمانات المقدسة. وداخل هذا الجناح تم عمل مقصورة من الفضة الخالصة لحفظ بردة السعادة وكرس العرش الخاص بالسلطان العثماني حيث وضعت البردة في صندوق مزخرف بجانب العرش فوق رف خصص لها وبعد أن غادرت العائلة العثمانية قصر طوب قابي إلي قصر آخر خصت الدائرة بالكامل للأمانات المقدسة ووضع الصندوق فوق العرش. وكتب علي الصندوق الذهبي الذي تحفظ فيه البردة بخيوط فضية: اللهم صل علي نبي الرحمة, اللهم صل علي شفيع الأمة, اللهم صل علي كاشف الغمة, اللهم صل علي مجلي الظلمة, اللهم صل علي مولي النعمة, اللهم صل علي معطي الرحمة وآيات من سورة آل عمران. ومن المقتنيات التي تنسب للرسول الكريم جي ء بها من مصر اللواء الشريف ورباعيته وخصلة من لحيته والبردة الشريفة وابريق للوضوء ومسبحة من عود الصنوبر ونعلان من شجر البقس وعصا من الخيزران وثوب مطرز وسيف أسود ونطاق وغطاء عمامة. وجميع هذه المقتنيات وعددها 50 قطعة كانت بالسفينة التي جهزها السلطان قنصوه الغوري بالاسكندرية للإبحار إلي شمال إفريقيا في حال أنهزامه أمام السلطان سليم الأول عند غزوه لمصر ولكن قتل اثناء المعركة.