كنا نتمني ان يكون تحرك الجيش السوري بكل قوته وجبروته والاته القمعية تجاه العدو الصهيوني من أجل استرداد الجولان وباقي الاراضي العربية المنتهكة. بعد طول خنوع وصمت مريب تجاه الانتهاكات والتحرشات الصهيونية للسموات وللاراضي السورية, تحرك جيش سوريا الهمام, ولكن الي اين؟ وضد من؟ تحرك الجيش السوري يفترس شيوخا ركعا واطفالا رضعا وشبابا سجدا, وماانتقموا منهم الا انهم نادوا بالحرية والامن والسلام والعيش الكريم. لم يتوجه الجيش السوري صوب تل ابيب ولاحيفا ونهاريا وكريات شمونة ونتانيا وغيرها من المدن الاسرائيلية ليحرر التراب العربي والسوري المنتهك, وانما توجه وياللخسة والجبن تجاه السوريين وصوب المدن السورية الأبية: حماة ودير الزور وحمص واللاذقية يستحيي نساءهم ويقتل ابناءهم. يشعر المرء بالخزي والعار ممايحدث لاشقائنا في سوريا والعالم العربي يقف مكتوف الايدي وكأن الدماء التي تسيل ليست عربية اسلامية. هل هنا علي انفسنا فسهل الهوان علينا, وتجردنا من مشاعر النخوة والاخوة الانسانية وكيف نسيغ الحياة بكل اطايبها ولنا اخوة يسامون سوء العذاب ويتعرضون لابشع انواع التقتيل والترهيب. لانعول علي امريكا والغرب. فلقد سئمنا نفاقهم الرخيص ونفعيتهم المقيتة فضلا عن ان دماءهم ليست دماءنا واعراضهم ليس اعراضنا. وانما نعول علي ماتبقي من عروبتنا وشهامتنا واخوتنا في الانسانية لرفع الظلم والقهر عن السوريين واليمنيين والليبيين. بشار الاسد شابه اباه في الظلم والبغي والعدوان, ولم يستفد من عبر التاريخ التي اثبتت انه لاشيء يعلو فوق ارادة الشعوب. الاسد هورمز القوة وملك الغابة المدافع عنها بالحق, واستخدمه الشعراء في المدح, وقديما قال المتنبي مادحا: ايا اسدا في جسمه روح ضيغم. ولكن يبدو ان الزمان ابي الا ان يحقق رؤيته في شطرة البيت الثانية: وكم اسد ارواحهن كلاب.