افي مقالين سابقين تحت عنوان' الرسالة' و' تصريحات الببلاوي' تحدثت عن المناخ النفسي الذي صنعته بعض التصريحات قبل تشكيل وزارة شرف الثانية. وطالبت بضرورة توجيه رسالة طمأنة للمستثمر المحلي والأجنبي بأن الدولة مستمرة في سياسة الإقتصاد الحر وأن كافة تعاقدات المستثمرين مع الحكومة قائمة إلا ما يثبت بالدليل القاطع أنها تمت بالمخالفة للقانون القائم أنذاك أو شابها غش أوتدليس أو فساد. والأسبوع الماضي وفي إجتماع للمجلس العسكري بعدد كبير من المستثمرين ورجال الأعمال أكد الدكتور حازم الببلاوي أن مصر لن تتخلي عن سياسة الإقتصاد الحر أو تخل بتعاقداتها مع المستثمرين طالما تمت في إطار القانون. هذه الرسالة البسيطة, وإجتماع المجلس العسكري مع رجال الأعمال بحضور محافظ البنك المركزي وتأكيده أن البنوك لن تتقاعس عن دورها في تمويل أي مستثمر جاد وشريف حققا الكثير, فليس خافيا علي أحد أن العديد من المستثمرين بدأوا في بحث كيفية الخروج الأمن من السوق المصرية أو علي أقل تقدير تقليل حصصهم ومساهماتهم فيما يملكون من مشروعات. هذا الإجتماع المهم أعاد الثقة وأكد أن مصر كدولة مستمرة في سياسة الإقتصاد الحر وهو ما يعني حرية الإبداع والحركة والملكية والإستثمار. مشكلة القطاع الخاص في مصر أمرين الأول تلك الصورة الذهنية التي ترسخت عنه بعد ثورة23 يوليو واستمرت بعد ذلك من خلال القوي الناعمة في المجتمع وفي مقدمتها الإعلام والفن, الأمر الثاني التشريعات التي إنطلقت من رحم الفكر الإشتراكي, فلم تصل للهدف ولم تمنع الخلل الذي تسرب منه الفساد فيما بعد. وإذا كنا نؤكد ونؤيد مبدأ عدم رجعية القوانين, إلا أن علي المشرع المصري البدء بعملية إعادة نظر شاملة للتشريعات القائمة سواء تلك المتعلقة بالحياة السياسية أو الإقتصادية بهدف تنقيتها وتصويب مسارها بما يخدم فكر الدولة الجديد الذي نرغب في بنائه والمتمثل في إقتصاد حر يحقق العدالة الإجتماعية. وفي هذا الإطار لابد أيضا من إعادة النظر في الكثير من السياسات الإقتصادية وفي مقدمتها الدعم الذي أفسد كل شئ, التعليم والصحة ومستوي المعيشة. الأصل في إقتصاد السوق أن يكون هناك سعر واحد لكل سلعة, إلي جانب إجراءات تسمح بدعم المشتري النهائي للسلعة أو الخدمة من غير القادرين.. سياسات الدعم الحالية فاشلة, فاشلة, فاشلة.. وبح صوتنا ونحن نردد ذلك قبل الثورة وعلي مدي سنوات طوال.. الدعم كان المخدر للشعب تحت عنوان كبير اسمه' الإستقرار', الأن بعد الثورة لا نرغب في سماع العبارة المعتادة من المسئولين' لا مساس بالدعم'.. نحتاج إلي ثورة في الفكر وأن نقول' كفاية' للسياسات التي أثبتت فشلها علي مدي ستين عاما. المزيد من أعمدة نسمة البطريق