ما لم يقله مبارك في برنامجه الحواري مانشيت سألني الأستاذ جابر القرموطي عن ملاحظاتي علي ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في قفص الاتهام فقلت له إنني شخصيا كنت أنتظر بعد الأخبار التي ترددت عن سوء حالته الصحية وعدم تناوله الطعام والشعور بالاكتئاب أن أجده في حالة تثير التعاطف, ولكنه ظهر في حالة صحية أفضل من التي توقعها كثيرون وكان يبدو متماسكا ومركزا في صمت. وقلت أيضا انه كان منتظرا منه إنكار التهم التي وجهت إليه, ولكنني لو كنت مكانة لانتهزت فرصة إمساك الميكرفون والتحدث لأول مرة في مواجهة الملايين وطلبت أن أتحدث أولا كإنسان وأن أعلن كمواطن مشاركتي أحزان ومشاعر كل أم فقدت ابنها وكل زوجة ترملت وكل ابن تيتم. وكنت سأقول إنني أعلن ذلك كأب يعرف حزن من يفقد ابنه كجد مر بالتجربة عندما فقد حفيدا وكنت سأضيف أنني كرئيس وقعت هذه الأحداث أثناء حكمه أعلن أسفي واعتذاري لأسر الشهداء والضحايا وبعد ذلك أنكر التهم. وقلت للأستاذ القرموطي إن مبارك بدأ حكمه والأوضاع في مصر صعبة عربيا بسبب قطع العرب علاقاتهم مع مصر ونقلهم مقر الجامعة العربية إلي تونس, والأوضاع الاقتصادية أصعب بسبب عدم وجود أي احتياطي في الخزينة لدرجة أن الحكومة كانت تنزل الأسواق عندما يحل قسط الدين الذي أصرت أمريكا علي سداده بالكامل, لتشتري الدولارات من الأفراد وتجار العملة. وهذا الوضع الاقتصادي المتدهور هو الذي شجع علي ظهور شركات توظيف الأموال. وقلت إن مبارك حقق في الفترات الرئاسية الأولي أعمالا تسجل له, ولو اكتفي وأصر علي النزول في محطة الرئاسة الثالثة لتغير تاريخه ولكن مشكلة مبارك أنه بعد أن تحسن كثيرا حال الاقتصاد عقب حرب تحرير الكويت وظهور المنتفعين والمستفيدين وأصحاب المصالح وعمل الأبناء تغيرت نظرته إلي الحكم وأصبح يعتقد أن مصر لا تستطيع أن تعيش بدونه! المزيد من أعمدة صلاح منتصر