شمول الجود لا يكون الجود بالمال فقط بل بالعلم والخلق، فهلا واسيت أخي المسلم فقيرا في رمضان سواء بالمال أو الطعام أو الشراب أو حلو العشرة والكلمة الطيبة، وهلا قمت بإعطاء درس ديني، وعمل مجلس قرآن فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فلتسارع بكسب هذه المنزلة الرفيعة. الإنفاق في رمضان سئل رسول الله: "أي الصدقة أفضل، فقال: صدقة في رمضان"، فالنافلة في رمضان تعدل أجر فريضة فيما سواه، والفريضة فيه تعدل أجر سبعين فريضة فيما سواه، فالأجر إذن مضاعف والله يضاعف لمن يشاء، والخائب الخاسر من ضيع على نفسه مواسم الخير ونفحات الدهر دونما أن يتعرض لها ويغتنمها، كما في الحديث "ألا إن في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها"، وفي حديث آخر: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". (أخرجه الترمذي - كتاب الصوم باب ما جاء في فصل شهر رمضان). قضاء حوائج الناس للجود في رمضان أشكال متعددة، فلنجُد بالعلم والمال والكلم الطيب والصلح بين الناس والمشي في حوائجهم، ففي الحديث: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق"، "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، فلا مانع من الجود بالوقت كالسعي في شتى طرق الخير كأن يصلح الإنسان بين متخاصمين، أو أن يصلح بين زوجين غاضبين، أو أن يصلح بين أب وابن مختلفين أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر أو يمشي في حوائج المسلمين... إلخ. المزيد من مقالات جمال عبد الناصر