كتب - عبدالوهاب حامد : احيانا بل وفي أوقات كثيرة تظهر ممارسات ودعوات للتشدد وتناسي أصحابها روح الاسلام السمحة التي تدعو للوسطية والاعتدال وتأكيدا لذلك كله مازال السؤال مطروحا ماذا يحب النبي محمد وماذا يكره؟ وتحديدا ماذا يحب الرسول من العبادات؟ في البداية تقرر أن الرسول كان دائما يحب التخفيف عن أمته, فقد كان يقول: ان الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا ففيه الدعوة إلي عدم مشادة الدين والالتزام بالصواب من غير افراط أو تفريط, والعمل بما يقرب من الكمال ان لم يكن بالاستطاعة الاخذ به ثم الثواب علي العمل الدائم وان قل, وكان عليه السلام يدع العمل وهو يحب ان يعمله خشية ان يفرض علي الناس وعن ذلك تقول عائشة: ان كان رسول الله ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وعندما عرج بالنبي إلي السماء وأمر بخمسين صلاة ظل عليه السلام يتردد إلي ربه يسأله التخفيف لأمته فيضع الله عزوجل عنه عشرا بعد عشر, ثم خمس, حتي صار عددها خمس صلوات في اليوم والليلة. لقد كان رسول الله كما وصفه القرآن لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم 128( التوبة) فمن رأفته ورحمته وشفقته بأمته أنه كان يحب أن يخفف عنهم من الاعمال مما استطاع الي ذلك سبيلا وذلك خوفا من أن يشق أو يثقل عليهم, وكان عليه السلام يأمر دائما بالتخفيف من الناس والتيسير عليهم فقال: يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا ذلك لأن التنفير يصاحب المشقة دائما وهو ضد التسكين, والتبشير يصاحب التسكين غالبا وهو ضد التنفير, وكان من عادته صلي الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما. إن الدعوة إلي التيسير والتخفيف التي قادها الرسول منذ اكثر من41 قرنا تهديها إلي الشباب وإلي كل هواة التشدد.