كلنا يعلم كيف كانت تدار مصر قبلى 25 يناير, والي اي مدي صار الفساد خلالها ممنهجا ومتجذرا, ولاضرورة هنا لاستعراض وسائل واساليب هذا الفساد فقد قام بإنجاز هذه المهمة منذ اندلاع هذه الثورة البيضاء ولايزال يقوم بها كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عن طريق نخبة من المثقفين والكتاب والمحللين سواء كانوا محترفين أو هواة. انما السؤال الذي اود ان اجد له اجابة شافية هو تري هل اخطأ هؤلاء الشباب حينما هبوا علي قلب رجل واحد في25 يناير ؟ ولماذا تطوع هذا الشباب بالخروج وكيلا عن الشعب الذي سرعان ماانضم اليه بمختلف طوائفه وفئاته العمرية والثقافية والاجتماعية ؟ لقد كان من نتاج السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة خلال مايربو علي نصف قرن من الزمان هذه النسبة الفائقة من البطالة المتمثلة في جموع الخريجين من الجامعات الحكومية والخاصة والمدارس الفنية المتوسطة وغيرها والتي لم تعد تستوعبهم سوق العمل في مصر, لاسباب واعتبارات كثيرة.. فهل اخطأ هؤلاء الشباب عندما قرروا ان ينقذوا هذا البلد من هؤلاء المردة والشياطين الذين اتوا علي اليابس والاخضر, وضربوا بكل القيم والمباديء والقوانين والأعراف عرض الحائط؟ اذا كانت الاجابة بلا.. فقد كان الشباب صادقا بريئا, مسالما في ثورته ليس لديه النية في الوصول الي سدة الحكم او اعتلاء كرسيه. وبعيدا عن مطلب الإسراع في محاكمة رموز الفساد الذي اصبح مسلسلا دراميا يوميا مكررا ومملا وان كنت اتعجب من التهم التي يحاكمون عليها وكلها تهم متمثلة في الفساد المالي.. دون الاخذ في الاعتبار هذا الفساد السياسي الذي افضي الي كل انواع الفساد من تخريب للحياة النيابية الي اشاعة روح التواكل والاحباط في نفوس الشعب المصري الي تكميم الافواه والضرب بيد من حديد علي ايدي كل من لايسبحون بحمد الرئيس المخلوع والهانم زوجته واولادهما و التابعين لهم. فمسألة الفساد المالي هذه وان كانت مهمة جدا الا انها وكما اشار الي ذلك الاستاذ محمد حسنين هيكل اشبه بمن هبط فوق سطح القمر فكانت اول مطالبة ان يحظي بوجبة كباب. اين هي خارطة الطريق التي تسمح للشباب العاطل بالعمل خلال برنامج محدد, والتي تنقذ المهمشين من قاطني العشش والقبور بالحصول علي مسكن صغير او ماشابه ذلك.