سألني بدهشة شديدة: لماذا يظن الناس أن علاقتي سيئة بمانويل جوزيه ولذا تركت النادي الأهلي؟! قلت: أو ليس كذلك؟! قال: ولماذا يعتقدون أني قد تركت الأهلي مكرها؟! قلت: أليست هذه هي الحقيقة؟! قال: ولماذا الاعتقاد أني اتجهت إلي مصر المقاصة بسبب المال وحده؟!قلت: إن لم يكن هذا هو الواقع فعلا.. فما هو؟! قال: إذن هذا هو الوقت المناسب لكي يتم وضع النقاط علي الحروف, وتوصيل الحقيقة كاملة للرأي العام. .......... محدثي هو أسامة حسني أحد أهم هدافي النادي الأهلي المؤثرين علي مدي تاريخه كله.. كما أنه أحد أبرز لاعبي مصر التزاما وتواضعا وأخلاقا علي مر العصور.. وهو بجانب تميزه الفني والاخلاقي صاحب تجربة فريدة في الانشاد الديني وترتيل القرآن حتي انه قام بترتيل القرآن الكريم كاملا علي شريط كاسيت وزع خلاله الملايين من النسخ, وكانت المفاجأة أن وقت التسجيل لم يستغرق أكثر من ثلاث ساعات فقط وتم اجازة الأزهر للتلاوة فورا, برغم أن جهة الانتاج كانت قد حجزت الاستوديو لمدة خمسة أيام خشية أن يتعثر القارئ الشيخ الشاب نجم الكرة, والذي بدأ حديثه مع الأهرام قائلا: ليس صحيحا أن قرار انتقالي من النادي الأهلي قد تأخر كثيرا بحسب زعم البعض لأني أؤمن بالقسمة والنصيب, وأري أن قرار الانتقال جاء في التوقيت الذي كان الله سبحانه وتعالي قد قدره لي من فوق سبع سماوات.. .......... في عقل الشيخ أسامة حسني احتجاج ما.. ورفض ما يصلكم ويصلني صداه حين يقول: ليس صحيحا أن جلوسي أحتياطيا منذ فترة بعيدة هو الذي كان يمكن أن يكون سببا في ضرورة تركي للنادي الأهلي منذ أعوام كثيرة فالحقيقة أنني كنت أجلس أحتياطيا طائعا بدون تذمر حتي ولو كان هذا في داخلي فقط.. إذ أقنعني مستر مانويل أني من أهم اللاعبين لديه ولذا فهو يستخدمني كورقة رابحة لديه عندما تتأزم الأمور, ويؤكد لي أنه يستفيد كثيرا من فنياتي بسبب قدراتي علي اللعب تحت ضغط عصبي وهذا ربما لايتواجد لدي عدد كبير من اللاعبين وأعتقد أن هذا سببه علاقة الجمهور الطيبة بي. وبجانب هذا فقد كان يشركني كثيرا من البدايات, ولكن ربما كان اللبس الذي حدث لدي الجماهير أنني في أوقات كثيرة كنت أشترك كبديل في مباراة صعبة وفي موقف متأزم, ثم يكون توفيق الله لي مثلما حدث في مباراة نهائي كأس مصر مع الزمالك حين شاركت, وأحرزت هدفين, وفي المباراة التالية لم أجد نفسي, وجلست أحتياطيا ولم أشارك! .......... التلقائية التي يتكلم بها أسامة حسني, والطيبة التي تغلف كلماته تجعلني أحاول اعتقال البراءة من داخله.. وأسأله عن والد زوجته حماه محمود الخطيب نائب رئيس النادي الاهلي وعما إذاكان يتدخل في أي أمر يخص زوج ابنته مع الإدارة والجهاز الفني.. وهنا يتكلم الشيخ أسامة بصراحة ودون لف أو دوران فيقول: شرف لي أن يكون حماي محمود الخطيب, بل شرف لأي شاب في مصر, لانه بجانب كونه لاعبا عظيما فهو انسان عظيم.. كما أن الله قد حباني بالزوجة الصالحة التي ما كنت سأجد أفضل منها لو جبت العالم كله.. غير أني من الثابت تاريخيا أني كنت لاعبا مرموقا بالنادي الأهلي قبل أن أتشرف بالإقتران بهذه الاسرة الكريمة.. كما أن مساعدات الخطيب لي كانت في النصائح الذهبية التي كان يسديها لي سواء داخل الملعب أو خارجه.. ولهذا وجدت ضآلتك في نادي مصر المقاصة,..( وهكذا سألته)؟! وبسرعة أجاب الشيخ أسامة: كثيرا ما كانت تصلني العروض المغرية في السنوات السابقة من داخل مصر وخارجها وكان النادي الاهلي يرفض وأسألوا في هذا الاسماعيلي والجيش والجونة والحزم السعودي.. لكني كنت أكثر اصرارا هذا الموسم وللعلم فلم يكن عرض مصر المقاصة هو الأفضل من كل الوجوه, لكني أحسست بإرتياح شديد بعد أداء صلاة الاستخارة عدة مرات, أسأل أسامة حسني: هل يعني كل ما سبق أنك لم تختلف أبدا مع مانويل جوزيه؟ يقول بحسم: الرجل يحبني كثيرا حتي أنه أتصل بي من فترة بسيطة وبعد تركي للنادي وقال لي إنني من أحسن اللاعبين الذين دربهم في حياته, وأشاد بإلتزامي, وقال لي أن بابه سيظل مفتوحا دائما أمامي إذا ما واجهتني أي مشكلة فنية أو انسانية.. بل وطالب النادي الأهلي بتكريمي من منطلق أن الجمهور يحبني والناس لاتنسي عطائي للنادي الأهلي الذي أعشقه وأعشق جماهيره العريضة الوفية المحترمة. .......... يقودنا الحديث ببعض الاستفاضة عن مانويل جوزيه.. فأطرح علي الشيخ أسامة عددا سريعا من الأسئلة.. يجيب عليها كلها دفعة واحدة.. قائلا: 1 لاحظت بعد عودته من السعودية أنه صار أكثر هدوءا, وشعر أن وقته صار ضيقا لذا لايجب الدخول في معارك لاداعي لها, وقد بدأ مشغولا بوجود مدرب برتغالي وآخر للأحمال وثالث للتحليل الفني. 2 مستر مانويل كان أبرز المؤيدين لثورة يناير.. وقد عايش ثورة أخري مماثلة في بلده لكنه لايراها بمثل ثورة يناير في مصر والتي يعتقد أنها ثورة فريدة في التاريخ. 3 يقرأ كثيرا في علم النفس..ويحترم جميع الآديان ويحرص علي تأجيل التدريب في رمضان إلي ما بعد الإفطار وصلاة التراويح. 4 من التعليقات التي لا أنساها له أنه قبل مران اليوم التالي لمباراة مصر والسنغال في قبل النهائي في كأس الأمم الافريقية6002 بالقاهرة.. إنه قال عن هدف عمرو زكي الذي سجله بعد لحظات من نزوله بعد أحمد حسام ميدو أن احرز هذا اللاعب لهذا الهدف في هذا التوقيت وأمام هذا الجمهور أنه دليل واضح علي أن الله موجود وأن هذا الكون له إله. 5 كانت نصيحته لجميع اللاعبين بعد الثورة علي ألا يدلي أي واحد منا لأي تصريح عن الثورة من منطلق أن كل مجال وله رجاله, وأنه كان يخشي أن يقول أحد منا شيئا هو غير مدرك لأبعاده.