أحمد عبدالفتاح : أخرج الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلي الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة,فنزلت والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلي قوله غفورا رحيما ونزل قل يا عبادي الذين أسرفوا. كما أخرج الطبراني بسند فيه ضعف عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي وحشي قاتل حمزة يدعوه الي الإسلام فأرسل اليه: كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو زني أو أشرك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامه ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟فأنزل الله: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فقال وحشي: هذا شرط شديد: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر علي هذا, فأنزل الله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقال وحشي: هذا أري بعد مشيئة فلا أدري أيغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله: قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وجاء في كتاب الصحيح المسند من أسباب النزول ما روي الحكم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول ما لمفتتن توبة وما الله بقابل منه شيئا فلما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم والآيات التي بعدها قال عمر: فكتبتها بيدي في صحيفة وبعثت بها الي هشام بن العاص قال هشام بن العاص: فلما أتتني جعلت أقرؤها بذي طول أصعد بها فيه وأصوب ولا أفهمها حتي قلت اللهم فهمنيها قال فألقي الله تعالي في قلبه أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا قال:فرجعت إلي بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله صلي الله عليه وسلم وهو بالمدينة.