ما ثارت حوله التكهنات وجري الاختلاف حول وقوعه قد حدث, وفي تمام الساعة الثانية عشرة ودقيقة واحدة ظهر أمس, جاء صوت المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة قائلا: المتهم الأول محمد حسني السيد مبارك.. وبصوت واضح ومعروف جاء الرد: أفندم أنا موجود, قال له رئيس المحكمة: سمعت الاتهامات؟ قال مبارك بصوت واضح مرة أخري: كل هذه الاتهامات أنا أنكرها كاملة, بعد ذلك وجه رئيس المحكمة نفس السؤال إلي علاء مبارك وبعده جمال مبارك وجاء الرد منهما علي الاتهامات الموجهة نفس الجملة: أنكرها كاملة, وإن كان صوت كل منهما أضعف من الأب, وقد كان كل منهما يمسك مصحفا كبيرا. المفاجأة الحقيقية في المحاكمة ظهور حسني مبارك صورة وصوتا بشكل أقوي كثيرا مما صورتها الأوصاف المنقولة عنه في شرم الشيخ, فقد ظهر بشعره المصبوغ وساعته في يده اليسري ووجهه العادي الذي لا يبدو عليه الضعف ومناسب جدا لرجل تجاوز38, وباستثناء رقدته علي السرير الذي لم يغادره فقد كان صوته المميز قويا, وفي معظم الوقت كان يحاول بعينيه المتنبهتين معرفة أشخاص الذين في داخل القاعة وكأنه حضر للفرجة عليهم, وفي بعض الأوقات كان يسأل أحد ولديه عما يجري فيميل عليه متحدثا في أذنه اليمني التي يسمع بها. احتاج الأمر إلي بعض الوقت لمعرفة أن هناك قضيتين منفصلتين ومضمومتان في الوقت نفسه, الأولي علي رأسها حبيب العادلي وزير الداخلية السابق والثانية والتي تضم مبارك وولديه وحسين سالم الهارب, ولهذا تم فصل قفص الاتهام إلي قسمين. حفلت الجلستان وهو أمر عادي, بالإجراءات والطلبات العديدة من المحامين, الذين كان أكثرهم يمثلون المدعين بالحق المدني والذين اهتموا بالخلط بين الخطط والطلبات العديدة لدرجة استفزاز رئيس المحكمة وكان أغلب الطلبات محاولة أحد المحامين التشكيك في شخصية مبارك, علي أساس, وبصرف النظر فكما يحدث في كل المسلسلات فقد كان مجرد ظهور أبطال المسلسل هو الحدث دون دراما مثيرة, وعلينا انتظار باقي الحلقات!. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر