لكل هدف غاية وإذا ما حدد الإنسان هدفه وجب عليه أن يتخذ من الوسائل المشروعة ما يكفل له تحقيق ذلك الهدف،وبما أننا الآن نستقبل أول يوم من رمضان وجب علينا أن نحدد هدفنا من رمضان فنعد العدة لتحقيق الهدف والسؤال ما هدفك من رمضان؟. يقول ربيعة بن مالك الأسلمي: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهينا إليه صلى الله عليه وسلم، قال: ألكم حاجة؟ قال أي ربيعة فأما إخواني فقد سألوا رسول الله حوائجهم فقضاها -كانت حوائجهم في الدنيا، طلبوا لباسا وطعاما، وطلبوا أمورا أخرى- قال: وأنت؟ قلت: أريد أن تناجيني يا رسول الله - يعني تسرني بالكلام- قال: خلوت به عليه الصلاة والسلام، فقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: وما هي؟ قلت: أريد مرافقتك في الجنة قال: أوغير ذلك؟ -يريد أن يرى عليه الصلاة والسلام هل هو عازم ومصمم على هذا الطريق وذلك المطلب أم أن له حاجة أخرى وهل هو مجرد كلام باللسان أم هو يقين بالقلب، وربيعة هذا كما تقول بعض الروايات كان فتى فقيرا لا يملك من حطام الدنيا شيئا ولو أنه طلب من رسول الله شيئا فدعا رسول الله ربه لأجابه ولكنه كان صاحب هدف راق وسام يفوق كل مطالب الدنيا- قال: لا والله يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: "فأعني على نفسك بكثرة السجود"وهذه رواية مسلم ، وعنده من حديث ثوبان :"فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة" فكان هذا الصحابي رضي الله عنه لا يركب ناقته إلا متوضئا فإذا نزل من ظهر ناقته صلى ركعتين، فلما سئل عن ذلك قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: أعني على نفسك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة.وهذا رجل من الأنصار يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محزون . فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : يا فلان مالى أراك محزونا؟ فقال الرجل : يا نبى الله شيء فكرت فيه . فقال ما هو؟ قال : نحن نغدو عليك ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك. وغدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك . فلم يرد النبى صلى الله عليه وسلم شيئا. فأتاه جبريل بهاتين الآيتين من سورة النساء "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (69) ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما (70)" قال : فبعث إليه النبى صلى الله عليه وسلم فبشره. وهذا أعرابي قسم له النبي- صلى الله عليه وسلم- في خيبر من الغنيمة وكان غائبًا، فلما حضر أعطوه ما قُسِم له، فجاء الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: يا رسول الله، ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا بسهم فأدخل الجنة، وأشار إلى حلقه، فقال -صلى الله عليه وسلم- إن تصدق الله يصدقك، فلبثوا قليلا، ثم نهضوا لقتال العدو، وكان له ما أراد، إذ أوتي به يحمل وقد أصابه سهم حيث أشار، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: أهو هو؟ قالوا: نعم، قال: صدق الله فصدقه الله، ثم كفنه النبي -صلى الله عليه وسلم- بجبته وصلى عليه، ودعا له، ثم قال: اللهم هذا عبدك، خرج مجاهدًا في سبيلك، قتل شهيدًا وأنا عليه شهيد".فلن نحدد أهدافنا من رمضان ونجتهد لتحقيقها فسلعة الله غالية وسلعة الله هي الجنة. في السريع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده". المزيد من مقالات حماده سعيد