إلي أحد مستشفيات الكلاب, ذهبت أعالج كلبا مريضا, انه لعبة انكسرت ولابد من إصلاحها لتصبح صالحة للعب, وإن لم يكن هذا الكلب لعبة لا تطاوعني كل وقت. فلست قادرا علي ذلك إلا لحظات من كل يوم, ولكن الحزن في عينيه صرخات خرساء! وفي المستشفي وجدت عشرات من أصحاب الكلاب.. هذا رجله قد انكسرت, وهذا عنقه, وهذا لا يأكل, وثالث لا ينام, وسيدة أتت هي وزوجها ومعهما مجلة عالمية لتسريحات الكلاب وتريد من الحلاق أن يقص شعر كلبها لتكون له هذه الفورمة الجميلة, وسيدة تركت كلبها في ضيافة المستشفي إلي أن تعود من الخارج, وقد أتت بسرير أنيق لكي ينام عليه وزودته باللعب والمطهرات ووضعت له قائمة الطعام.. واشترطت أن يتفسح الكلب ساعة كل يوم, وأن يستحم ثلاث مرات, وهي علي استعداد لأن تدفع تكاليف ذلك طبعا! سألت جارتي: عندك أولاد؟ قالت: جيمي هو نور عيني.. وجيمي هو الكلب, وهز زوجها رأسه بما معناه أنه ابنه أيضا.. وانتهزا هذه الفرصة كأنني ذكرتهما بذلك. ورأيت رجلا يبكي ويدير وجهه الناحية الأخري عندما نفذت الحقنة في ساق الكلب, ووضع يديه في أذنه حتي لا يسمعه يتأوه.. ثم نبهه الطبيب إلي أن يرفع يديه, فقد أخذ الكلب الحقنة, وهو الآن زي البمب, أو سوف يكون كذلك! وأسرة جاءت من أسوان, وأسرة جاءت من الإسكندرية, وأناس معهم طعامهم, سوف يمضون اليوم مع( ابنهم) حتي يتأكدوا من شفائه. ولفت الطبيب نظري إلي إحدي الفتيات شمرت عن ذراعها لا شعوريا عندما أخذ الطبيب يحقن الكلب.. إلي هذه الدرجة تشاركه في عذابه.. والمعني عند كل هؤلاء الناس: أنه ليس أوفي ولا أصدق ولا أخلص من الكلاب.. أي كلما عرفنا الإنسان ازددنا حبا للكلاب! [email protected] المزيد من أعمدة أنيس منصور