امتحانات فاشلة ونتائج ظالمة امتحانات الثانوية العامة بالفعل ظالمة, ونتائجها لا تعطي اوتعبر عن تقييم حقيقي للطلاب, لانها عبارة عن مناهج دراسية لاتواكب العصر ولم يعد نظام تعليمي في العالم يدرسها, ومعلم لم يتم تدريبه منذ ان تخرج في الجامعة, علي وسائل ونظم التدريس الحديثة التي تتعامل فقط مع العقول, بالاضافة الي ان نسبة كبيرة من المعلمين ليسوا تربويين, والمدارس لاتقوم بعملها او دورها الحقيقي, بل الطلاب لايذهبون اليها لعدم جدواها, وحالة التسيب التي تعيشها منذ سنوات واستبدلوها بالدروس الخصوصية. ونظام التقيم المعروف بالامتحانات, لايقيس قدرات ومهارات الطلاب, بل فقط مدي القدرة علي الحفظ واسترجاع المعلومات, ولانشعر معه بالمتفوقين والموهوبين, وتصحيح كراسات الامتحانات يتوقف علي الحالة المزاجية للمصححين, وان قيام الوزارة بتوزيع نموذج للاجابة عليهم, دليل قاطع علي الحالة السيئة للنظام التعليمي. وأعتقد اننا سنستمر علي هذه الحالة لإننا لانحب التغيير, ودائما ما يواجهه بالمقاومة من المسئولين الخائفين دائما علي كراسيهم, والمجتمع الذي لديه عدم ثقه فيهم, وانعدام الرؤية والطموح والاستعانة باصحاب الثقة من الفاشلين, الذين ينتظرون تعليمات المسئول فقط لتنفيذها, ويتسمون بالسطحية والخوف من الموهوبين والمتعلمين, ولايعرفون إلا تقبيل الايادي والانحناء امام المسئولين. واذا أردنا ان نقيس مقدار نظامنا التعليمي, علينا ان نذهب الي الادارة العامة للامتحانات, لنشاهد ونرصد كم التظلمات من اولياء الامور والطلاب, علي تصحيح امتحانات الثانوية العامة والتي تصل الي الآلاف من الشكاوي, في جميع المواد تقريبا التي أداها الطلاب, ومدي عدم الثقة في معظم المصححين والقائمين علي اعمال الكنترولات, وللمتابع ان يلاحظ الحدة والصوت العالي وحالة التشنج, التي تظهر علي اولياء الامور وشكواهم من التصحيح, سواء كانوا علي حق او لا من هذه الشكوي, وانحيازهم التام لابنائهم لانهم لايشعرون بالامان من النظام وجميع مكوناته. وللتاكيد علي ذلك, اذا حللنا جدول المجمع التكراري لمجاميع طلاب الثانوية العامة, هذا العام وفي الاعوام الماضية سيصاب الجميع, بحالة من الغضب الشديد وهستيرية مستمرة من الضحك في نفس الوقت, لانه يعبر تعبيرا واضحا عن حال النظام التعليمي, وتجد معظم الطلاب حصلوا علي مجاميع مرتفعة وخيالية لاتدل الا علي عباقرة, والمفروض ان النتائج تظهر علي شكل مثلث قمته أعلي وقاعدته اسفل, بمعني ان يحصل عدد أقل من الطلاب علي المجاميع المرتفعة ثم يزداد العدد لتكون اكثر الاعداد في القاعدة, ولكن ياتي المثلث مقلوبا. وبكل أمانة لايستطيع اساتذة الاحصاء, رسم هذا المثلث او حتي مجرد اعداد رسم بياني توضيحي, مما يؤكد اننا نسير ضد التيار العالمي في الانظمة التعليمية, والثانوية العامة افضل مثال حي علي ما وصلنا اليه, والكارثة الكبري في إيجاد اماكن لهذه الاعداد بالجامعات, والدولة ليست في حاجة اليهم!. المزيد من أعمدة محمد حبيب