أصبحت الأوضاع في ميدان التحرير تتخذ وضعا غير معلوم المعالم وذلك في ظل الهتاف الذي شهده الميدان منذ صباح جمعة الثورة أولا.. كل الشعب في التحرير.. الشعب يريد إسقاط المشير.. الشعب يريد إسقاط المجلس العسكري من خلال المناداة بإسقاط رئيسه المشير حسين طنطاوي.. انطلاقا من إيمان الثوار في التحرير بأن المجلس انقلب على الثورة... وهو الوضع الذي قد يجعل مصر في حالة من الضبابية بحسب ما أكده عدد من المتتبعين.. ويذكر أيضا أن حركة 6 أبريل قد أعلنت عن خوض اعتصام مفتوح بالميدان. هل هذا الكلام يعقل يا جماعة.. بقى هل من المعقول بعد موقف المجلس الرائع من الثورة والالتفاف حولها هو أن ينقلب عليها.. ولماذا ولمصلحة من؟ ألم يكن الجيش هو العمود الفقري للشعب؟ هل يصدق أن المجلس العسكري يقوم بتنويم الشعب كما يروج البعض في ميدان التحرير، حتى يفاجئ الشعب بقنبلة تسقط على رأسه.. يا جماعة هل هذا يعقل!! يا جماعة ارحموا البلد من الشائعات التي ستفتك بكل ما هو حلو وجميل وعبق في بلدنا. من الطبيعي أن يتفق الجميع على أن ما يحدث حاليا هو نوع من التباطؤ، لكنه أبدا لن يكون تواطؤا.. ثم أن كل مرحلة انتقالية تأخذ وقتها.. وبالنظر إلى تاريخ الدول في أوروبا سواء في فرنسا أو في البرتغال أو إسبانيا، سنجد أن هذه الدول التي حظيت بالتغيير من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، أخذت وقتا ليس بقصيرا ولا طويلا أيضا حتى حققت الديمقراطية. مما لا شك فيه أن ما يحدث الآن في مصر كلها، لأن مصر ليست فقط ميدان التحرير، أو ميدان روكسي، فهناك عائلات بأكملها، بمن فيهم عائلتي قلقة على مستقبل البلد وتتحدث عما سيجري غدا وعما سنحققه غدا لبلدنا العزيز الغالي.. ما يحدث الآن هو حراك سياسي صحي ومبشر بخير لبلدنا غدا بإذن الله.. المهم أن ننتظر.. ونتروى، فالأمم لا تصنع بين يوم وليلة.. ومصر ليست بأي أمة، فهي خير أمة أخرجت للناس. أنا لست حزينة كما يرى البعض تجاه ما يحدث الآن.. فما يحدث في مصر، هو صناعة لمستقبل لطالما حلمنا به، المهم أن نرتقي في سلوكياتنا ونصبر حتى نرى، ما يحزنني هو سلوك الفوضى الذي نعيش فيه، فنحن بطبيعتنا، واعذروني في قولي هذا، شعب فوضوي وعشوائي التفكير، نحن لا نحسب الحسابات بشكل دقيق، لكننا نفضل ركوب الموجة على الدراسة والتفكير أو العودة للحقائق. المطلوب الآن، العمل بكل جهد، والصبر، حتى لا نكون أضحوكة لغيرنا، يكفينا فخرا أن صورتنا كانت حديث العالم، فلن ترضوا معي عكس ذلك لمصرنا الحبيبة، مصر المستقبل، وهذا ليس حديث لفك المجالس، إنما إذا أمعنا النظر والفكر قليلا سنجد أنه واقعيا. لماذا أكتب هذه المقالة؟ لأنني بكل صراحة خائفة على الثورة والحلم الجميل من الضياع، فإذا كنا نعترض الآن على ما يحدث، فماذا نحن فاعلين في الانتخابات القادمة! هل إذا تم إنتخاب رئيس ليس على مستوى طموحنا، ستكون نهاية العالم بالنسبة لنا! لا أعتقد هذا، طبعا من وجهة نظري المتواضعة، ولا أقصد أن أكون سلبية هنا بهذا التفكير، إنما سيكون رئيسا لفترة رئاسية محددة، نستطيع بعدها عدم التجديد له وتغييره بمن هو أفضل في الدورة الرئاسية القادمة.. وقتها سنكون وقفنا على الطريق الصحيح ونستطيع المفاضلة والاختيار. لا أخفيكم سرا، أنني أرى أن كل من هو مطروح على الساحة الآن غير مؤهل ولا يصلح لأن يحقق طموح جموع المصريين، ولماذا أقول ذلك.. لأن كل من هو مطروح يتحدث كمن معه العصا السحرية التي سيغير بها واقعنا، بالتأكيد أن كلهم وطنيين وطموحين ويرون أنهم يستطيعون ذلك، لكن الأمر يتجاوز مجرد الطموح ويحتاج لأفعال وخطوات مدروسة ومحسوبة أكثر من الأقوال.. فيكفينا 30 عاما من الكلام، نريد من يقوم بتغيير البنية بأكملها، نريد من يكون خادما لهذا الشعب، وليس خادما لمصالحه وأهدافه الشخصية.. وكفانا انتهازية ووصولية. وحتى لا أطيل عليكم، أختتم حديثي معكم بأنني متفائلة وواثقة بأمر الله، أن من سيأتي غدا سيكون أفضل على أي حال، ويمكننكم مشاركتي في الرأي أو الاختلاف معي، لكن من الضروري أن نكون على ثقة في الشعب العظيم الذي سيغير وسيكون قادرا على الاختيار غدا.. فالشعب المصري الذي صحا من غفوته لن يستطيع أن يقهره أحد [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن