احتفلت معظم دول العالم بعيد الأب السنوى فى 21 يونيو الماضى وبعض الدول تقرره عطلة رسمية ومنها الولاياتالمتحدة. ولعل غايته هو أن يشعر كل أب أن أفراد أسرته تتذكر ما يبذله من جهد من أجل توفير حياة كريمة لها. والسؤال الذى يفرض نفسه لماذا لا تهتم مصر بحقوق الأب وتتجاهله فى حين تهتم بالاحتفال بعيد الأم؟. فالحقيقة أن إهمال حقوق الأب وتقديره كان متعمدا قبل ثورة 25 يناير المباركة من خلال خطط مدروسة وممنهجة أرضاء لمن كانت يطلق عليها سيدة مصر الأولى. فكان واضحا أن كل أجهزة الإعلام ومن يزعمون أنهم مهتمون بحقوق الطفل والأسرة تتركز جهودهم فى إقصاء الأب وتشويه صورته ونصرة النساء على حساب استقرار وحقوق الطفل. ومن أبرز أدلة طمس قيمة الآباء تبنى النظام الفاسد وإصداره عدة قوانين تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية مثل قوانين مد سن حضانة الطفل لتصبح أبدية فى حضانة النساء والأكثر بشاعة هو صدور قانون عام 2008 بنقل ولاية أمر الطفل من آبائهم ومنحها لأى امرأة حاضنة للطفل دون الالتفات لمدى قرابتها للطفل من عدمه، وأصبح الأب لا قيمة له تماما ليسقط فى نظر أطفاله!. تلك جريمة بشعة .. مما دفع مجمع البحوث الإسلامية بعد سقوط النظام الفاسد برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر المدافع الأول عن مبادئ الشريعة الإسلامية بأن يصدر قرارا بتصحيح فتوى سابقة صدرت بضغوط فى العهد الفاسد. وتأكيد أن الأب هو المكلف شرعا بولاية أطفاله فى كل مناحى الحياة تعليميا وصحيا ورعايتهم رعاية كاملة. نحن على أعتاب عصر جديد تخلص من الوحل ولابد من تكريس كل الجهود من أجل الحفاظ على قيمة الأب والأم على قدم المساواة، ويجب أن نحتفل بعيد الأب مثلما نحتفل بعيد الأم حفاظا على القيم النبيلة، والتماسك والترابط الاجتماعى حماية للطفل وصيانة لتوازنه النفسى.