إذا الرماح تكسرت قرأنا في الكتب أن حكيم العرب أكثم بن صيفي بن رباح التميمي جمع أبناءه قبيل وفاته لينصحهم فأمر بإحضار مجموعة من الرماح وطلب منهم أن يحزموها في حزمة, وطلب من كل واحد منهم أن يكسر حزمة الرماح, ولكن الرماح المجتمعة عصت عليهم وأبت أن تنكسر, فأمرهم بأن يحلوا الحزمة فتناثرت الرماح, ثم طلب أن يتناول كل منهم رمحا ويكسره فاستطاعوا كسرها فقال لهم: كونوا هكذا في حياتكم من بعدي جماعة لا تتفرق كلمتكم فتكسرون, ثم أنشد قائلا: كونوا جميعا يا بني إذا اعتري خطب ولا تتفرقوا آحادا تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا ما أحوجنا في مصر وفي كل بلد عربي ثارفي وجه الظلم والطغيان إلي أن نقتدي بهذه الواقعة. فالوحدة هي حائط الصد ضد الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة, وما أكثرها في عالمنا العربي الآن. إننا مطالبون بأن نتماسك, وأن نتكاتف, وأن نوحد جهودنا, ولا نبعثرها في مناقشات لا طائل منها, فالطريق مازال صعبا, والعقبات التي تواجهنا مازالت قائمة. لقد تمكنا من الإطاحة برأس النظام, لكن أساس النظام مازال قائما, والأمن مازال مهتزا, والاضطرابات تطفو علي السطح لدي أي حادث فردي بسيط نتيجة تشنجات مكبوتة داخل صدور فئة من المواطنين يتلاعب بعواطفها مندسون يريدون الفشل لثورة الخامس والعشرين من يناير. علينا أن نتطلع إلي المستقبل, لأن ما هو آت أهم بكثير مما مضي. علينا مسئولية وضع برامج حديثة في مجالات الإدارة والاقتصاد والتنمية والخدمات الاجتماعية وآليات تنفيذية لها. وعلي الشباب أن يتصدر العمل السياسي في المرحلة المقبلة من أجل الانتقال بمصر من الفوضي القائمة إلي مرتبة الدولة المدنية القادرة علي الحفاظ علي أمن مواطنيها, وتحقيق تطلعاتهم السياسية والاجتماعية والمعيشية, والانطلاق بالاقتصاد الوطني نحو مزيد من الاستثمار في مجال الإنتاج من أجل خلق فرص عمل جديدة. وما لم يقم الجيش الممسك بالسلطة بإصلاحات حاسمة فإن انتقال مصر إلي الديمقراطية معرض للخطر! المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد