فيما بدا مباراة حامية الوطيس دارت مناظرة وأمام جمهور غفير معظمه من الشباب في ساقية الصاوي, جرت مناظرة بين ممثلين عن التيار الإسلامي المؤيدين. لوجود دور للدين في السياسة وبين ممثلين عن التيار المعارض لذلك, وذلك في إطار النشاط الذي يقوم به المعهد السويدي في مصر, حيث أدار المناظرة مقدم البرامج الحوارية الأشهر في العالم تيم سباستيان الذي اشتهر ببرنامجه هارد تووك الكلام الجد. وبالرغم من كونها محجبة, إلا أن داليا زيادة افتتحت المناظرة بالتأكيد علي معارضتها لأي دور للدين في السياسة والتأكيد علي مدنية الدولة وحكم القانون وأن الدين يبجب أن يبقي علاقة خاصة بين الفرد وربه. وقد رد علي ذلك إبراهيم الهضيبي بأن القضية مرتبطة بالمنظومة القيمية للمجتمع والتي قد تأتي تحت مسمي الثقافة أو الدين, والأهم هو تحديد العلاقة بين هذه المنظومة وبين مؤسسات الدولة علي كافة الأصعدة. واستطرد الهضيبي- ردا علي سؤال لسباستيان حول ما يمكن أن الإسلام علي سبيل المثال بعيد عن القيم التي تواضعت عليها كل الأديان بما في ذلك ما يمكن أن يقدمه كحلول في مجالات الصحة والتعليم والإعلام, ومن أن السياسة محيرة بما يكفي لكيلا يضاف لها الدين- قائلا: أنا لا أدافع عن التيار الإسلامي ولكنني أدافع عن وجود مرجعية, وفي هذا المقام, فإن المرجعية الإسلامية ستقف أمام تسليع كل شيء أي تحويله علي سلعة, وأن التأثير الإيجابي للدين يمكن أن يقلل من الحيرة التي تتسبب بها السياسة. وهنا تدخل أنور السادات نجل شقيق الرئيس الراحل السادات- حيث قال إن المشكلة ليست في الإسلام ولكنها لدي مسلمين يخطأ بعضهم في تفسيرات الدين ويخرجون بتفسيرات مختلفة, بما يوصل السياسيين معهم إلي طريق مسدود, وبالتالي فإن الواجب التمسك بالدولة المدنية وحقوق المواطنة. وهنا انبرت الشابة سندس حلبي لكي ترد علي السادات مؤكدة سوء الفهم السائد من أن المرجعية الدينية الإسلامية تتعارض مع الدولة المدنية ومن أن هذه المرجعية تقدم للدولة الدينية, مشيرة إلي أن الدولة الدينية هي مفهوم كنسي لا يوجد بالإسلام, ومن أنه بناء علي ذلك فإن المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع التي توافق عليها الغالبية العظمي من المسلمين وكثير من غير المسلمين تؤكد المقاصد الرئيسية للشريعة وهي العدالة والحرية لكافة البشر, وأن من يقول بغير ذلك من الإسلاميين لا يمثلون إلا أنفسهم وهم استثناء يثبت القاعدة وهي أنه لا أحد في الإسلام له الحق في الحديث باسم الله. أحد الحضور من الجمهور سأل داليا زيادة لماذا يجب أن يكون دستور مصر استثناء من دساتير الديمقراطيات الغربية التي تضع مرجعيات دينية ثقافية مسيحية لنفسها, فردت علي السؤال بسؤال: ولماذا لا نضع نموذجا خاصا بنا في مصر ؟! يجب الإحتكام للقانون الذي يتواضع عليه الأغلبية. فرد عليها إبراهيم الهضيبي قائلا: وماذا إذا قررت الأغلبية اعتماد الشريعة مرجعية ؟!. واستطرد الهضيبي قائلا: أنا ضد استثمار الأحزاب للدين كما أنني ضد شعار الإسلام هو الحل, ولكنني مع وجود مرجعية قيمية إسلامية. وفي الوقت الذي اعترف فيه الهضيبي بوجود مخاوف مشروعة من البعض, قالت سندس الحلبي إن الأغلبية ليست لديها مخاوف ولكنهم البعض معاد للتوجه الإسلامي, مشيرة إلي أنه يجب الاحتكام واحترام رأي الأغلبية. في نهاية المناظرة أجري مقدم البرامج الحوارية الأشهر تيم سباستيان تصويتا بين الجمهور علي موضوع الحلقة فكانت النتيجة:82 ضد أي دور للدين في السياسة مقابل74 مع وجود هذا الدور.