ماذا يريدون؟ الظاهرة الأكثر وضوحا هذه الأيام, هي سيطرة البلطجية علي الشارع المصري بعد الجرأة العجيبة التي تسلحوا بها في مواجهة رجال الأمن عقب أحداث ثورة25 يناير.. واختلط الحابل بالنابل, فلم يعد أحد يعرف من هو البلطجي الذي لا هدف له سوي زعزعة الأمن والاستقرار, وتوفير الجو المضطرب الذي لا يستطيعون الحياة بدونه؟.. ومن هو الثائر الحق الذي يصر علي تحقيق أهدافه بشيء من الحكمة والعقل؟. ولو أننا أخذنا بتعريف الشيخ محمد متولي الشعراوي للثائر الحق, الذي يثور في مواجهة القهر والظلم والاستبداد, ثم يهدأ ليبني الأمجاد.. لوجدنا أنه من الصعب تصنيف معظم القابعين في التحرير وماسبيرو لا ينطبق عليهم اسم ثوار, فهم يطرحون مطالب فئوية بل وشخصية, ووجودهم علي هذا النحو لا يعبر عن جو الديمقراطية والحرية وحق الاعتصام والتظاهر بقدر ما يؤكد ان هناك فئة هدفها إحداث قلاقل واضطرابات.. وهم علي هذا النحو في حاجة الي دراسة نفسية لتحليل شخصياتهم وأهدافهم والجهات التي يمثلونها والبيئات التي تربوا فيها, ثم قياس نسبتهم الي المجتمع كله, إذ لا يحق لهؤلاء أن يملوا إرادتهم علي شعب بأكمله, بل يرفضون أحكام القضاء التي يجب التسليم بها والامتثال لها.. لأننا ببساطة اذا لم نترك القانون يأخذ مجراه, ويتم تنفيذ بنوده بحذافيرها, فإننا سوف نصل الي طريق مسدود, ولن يعجب أحدا أي حكم قضائي اذا أدانه أو اذا برأ متهما يريد البعض إثبات التهمة عليه بأي شكل من الأشكال, وبالتالي ندخل في غابة من الفوضي لا يعلم مداها إلا الله. إن من حق كل مواطن الاعتراض علي حكم صادر ضده, وأن يطلب إعادة المحاكمة من جديد, لكن الاعتراض الدائم والخروج في مظاهرات واحتجاجات واعتصامات ضد أحكام القضاء, فهذا ينذر بالخطر الشديد, ولا يجعل القضاة يعملون في أجواء شفافة, وبالطبع فإن ذلك ينعكس سلبا علي الوطن, وقد ندخل في دائرة لا تنتهي من المحاكمات والصراعات, فنجر بلادننا الي التدهور والخراب. المزيد من أعمدة أحمد البرى