الوزيرة تعترض تحت عنوان المساعدات الأمريكية المشروطة تناولت منذ شهرين موقف مصر الرافض لهذه المساعدات والذي عبرت عنه السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي والتخطيط في رسالة شديدة اللهجة تلقتها السفارة الأمريكية بالقاهرة, وفي اتصال هاتفي مع الوزيرة أكدت لي رفضها لمقترحات وشروط الولاياتالمتحدة للمساعدة الإقتصادية الأمريكية التي أعلنت واشنطن تقديمها والتي تبلغ150مليون دولار بسبب اتخاذ اجراءات أحادية( من جانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) وأوضحت الوزيرة ضرورة احترام القوانين المصرية والاتفاقيات القائمة بين الطرفين واحترام ان الأولويات المصرية وتحديدها هي شأن مصري خالص وليس لأي طرف أجنبي كان أن يحدد او يتدخل في تحديد هذه الأولويات. ولم تكن مفاجأة أن نقرأ بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الأسبوع الماضي تقريرا إخباريا أشارت فيه إلي ما أعلنته الوزيرة عن حالة من التوجس السائدة في مصر فيما يتعلق بالدعم المالي الذي أعلنت أمريكا تخصيصه لدعم مصر حيث تحوم الشكوك حول الأهداف الأمريكية من وراء هذا الدعم وقالت ان ابو النجا قدمت احتجاجا لدي السفارة الأمريكية في مصر تحذر فيه من إنتهاك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيادة المصرية, ومحاولتها إملاء شروط معينة علي مصر مقابل ماتقدمه, وللانصاف لايمكن ان نغفل حرص الوزيرة علي الحفاظ علي المصالح العليا للوطن في الإتفاقيات والمنح التي وقعتها فقد رفضت في عهد النظام السابق مساعدات لمنظمات مجتمع مدني محددة سلفا من جانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والتي إشترطت ان تعمل في مناطق محددة في شمال سيناء لتحقيق أغراض ليست خافية عن الجميع, وبالتأكيد فإن هذا كان دافعا للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لتكليف الوزيرة في حكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف بتولي ملفات عديدة وشائكة من أصعب وأخطر المسئوليات في مقدمتها العلاقات المتعثرة مع افريقيا ودول حوض النيل والاتفاقيات الدولية والتعامل مع المؤسسات المالية العالمية والتخطيط للموازنة العامة في فترة حرجة في تاريخ مصر. المزيد من أعمدة عادل إبراهيم