التحالف الوطني لا شك أن إعلان بعض القوي السياسية والأحزاب تشكيل تحالف وطني بهدف تحقيق التحول الديمقراطي في مصر بصورة صحية يعد خطوة متقدمة علي طريق المسيرة الديمقراطية في مصر في أعقاب ثورة25 يناير, ولا شك أيضا أن مثل هذه الخطوة تمثل فكرا عقلانيا مستنيرا يضع اللبنات القوية الأولي في الحياة السياسية التي نأمل في الوصول إليها في المرحلة المقبلة. ومع هذه الخطوة المهمة فإننا نرصد معا عدة نقاط مهمة لابد أن نأخذها في الاعتبار, وفي مقدمتها تحديد موقف شباب الثورة وائتلافاتها من هذا التحالف وقد يقال ان الباب مفتوح لانضمامهم إليه وغيرهم من القوي السياسية الأخري إلا أنه من اللافت للنظر أن الميزان في الحياة السياسية بدأ يميل تجاه الأحزاب القائمة في مصر خاصة الأحزاب التاريخية, وذلك في مواجهة العديد من الخلافات التي نشبت بين صفوف شباب الثورة, حتي إنهم لم يستطيعوا حتي الآن الاتفاق علي أسلوب عمل وجدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني للشباب الذي طالما نادوا به للتعبير عن آرائهم بحرية. والأمر الثاني الذي لا يقل أهمية مع قيام هذا التحالف هو اتجاهه لوضع معالم قانون جديد لمجلس الشعب يختلف عما أقره المجلس الأعلي للقوات المسلحة, وكان الأحري بأعضاء التحالف أن يبدأوا حوارا حوله مع القوات المسلحة, هذا إلي جانب وجود حوار آخر دار في لجان الوفاق القومي التي عقدت برئاسة الدكتور يحيي الجمل علي مدي الأيام الماضية والتي تناولت النظام الانتخابي في مصر والانتخابات البرلمانية القادمة في صورتها الجديدة, ومن هنا يجب علي أعضاء التحالف الوطني التقليل من خطوط التوازي مع اللجان الأخري المسئولة في المجتمع حول القضايا السياسية الحالية مع الاحتفاظ لهم بحقهم في التعبير عن آرائهم, وذلك حتي لا يتوه الطريق نتيجة تعدد الرؤي وتفرقها وتشتتها بدعوي الديمقراطية والأمر الثالث المهم يظهر مع بداية تقديم بعض الأحزاب لأوراقها إلي لجنة شئون الأحزاب وهو أمر نشجعه ونحث عليه, ولكننا ما زلنا لانري في الأفق أية أحزاب لشباب الثورة تتقدم بأوراقها بصورة فعلية مما يعطل مسيرتها السياسية ومشاركتها مع القوي السياسية الأخري في مسيرة العمل الوطني علي الرغم من ترحيب الجميع بمشاركتهم في كافة الاجتماعات بصورة مفتوحة. المزيد من أعمدة نهال شكري