أكد دومينيك اسكويت سفير بريطانيا السابق( للأهرام) أنه تعرض لمضايقات إعلامية قبل ثورة25 يناير بسبب آرائه الموجودة علي مدونته علي النت بعد أن انتقد صراحة نتائج الانتخابات في نوفمبر الماضي وأكد أن الديمقراطية في دول مثل العراق وأفغانستان أصبحت أفضل من مصر. ووصف اسكويت شعوره في أثناء وجوده في ميدان التحرير في فترة الثورة, رافضا نظرية المؤامرة, مؤكدا أن الثورة مصرية خالصة ولا دور للغرب فيها, نافيا وجود أي مناقشات جادة حول إقامة دولة قبطية في مصر, مشيرا إلي أن الحكم علي الإخوان المسلمين سيكون بناء علي أفعالهم وليس أقوالهم. وفيما يلي نص الحديث تعرضت لانتقادات صحفية قبل الثورة بسبب انتقاداتك اللاذعة في مدونتك علي الكمبيوتر وتأكيدك بعد الانتخابات السابقة أن مصر أصبحت أسوأ في مجال الديمقراطية من العراق وأفغانستان.. فما حقيقة ما حدث؟ وهل تلقيت استدعاء دبلوماسيا احتجاجا علي تلك الآراء؟ لم أتلق أي استدعاء دبلوماسي رسمي لتوضيح موقفي ولكن ربما تم تشجيع صحفي من جريدة روز اليوسف لمهاجمتي علي تلك الآراء وأعتقد أن الانتخابات كانت كارثة وخطأ كبيرا وكانت من أحد أسباب الثورة. ماذا كان شعورك في أثناء الثورة خاصة أنك كنت موجودا في ميدان التحرير في تلك الفترة؟ شعرت أنها لحظة تاريخية غالية ونزلت بالفعل إلي ميدان التحرير وأعتقد أن ما شاهدته وشعرت به وقتها لن يذهب أبدا من ذاكرتي وينتابني شعور بالفخر والسعادة بالشعب المصري كلما تذكرت ما شاهدته, خاصة يوم تنحي مبارك في11 فبراير. ولكن هناك حالة من الضيق حاليا بسبب عدم استقرار الأوضاع وعدم وجود زعيم يقود مصر في الفترة المقبلة؟ الزعيم قد يظهر في الوقت المناسب, ودائما ما تكون الفترات الانتقالية صعبة, والمهم وضع خطة المستقبل واضحة, وأنا أدرك أن المصريين لا يحبون العلاج بالصدمات الكهربائية بسبب سيكولوجية النهر الممتدة داخلهم والتي تفضل التغيير بينما يطالب البعض بتغيير سريع وفوري. كم تستغرق من الوقت عادة تلك المراحل الانتقالية؟ لا أعرف المدي الزمني ولكن ربما بعد وضع دستور جديد وعقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية ثم سير الأمور إلي الأمام وعقد انتخابات رئاسية ثانية بعدها ستبدأ مرحلة جديدة. هذه نظرة متفائلة علي الرغم من أن الشعور بالقلق بدأ ينتاب البعض بسبب زيادة المشاكل, خاصة بين المسلمين والأقباط, ووصل الأمر للمطالبة بحماية غربية للأقباط في مصر؟ من أكثر المشاكل التي تقلقني هي عدم التسامح الديني والاجتماعي والسياسي ولابد من العمل بشكل أكبر لحل ذلك ولابد من قبول آراء الطرف الآخر وإعلاء قيم التسامح والتفاهم وقبول الآخر. البعض بدأ يعود لنظرية المؤامرة, خاصة بعد أن لجأ بعض الأقباط للسفارة الأمريكية والبريطانية طلبا للحماية وزاد التخوف من وجود أياد خارجية غربية وإسرائيلية تسعي لهذا الاستقرار المجتمعي والسياسي في مصر, فهل تتفق مع تلك النظرية؟ لا أوافق علي نظرية المؤامرة وثورة25 يناير هي ثورة مصرية ولا دور للغرب أو مسئولية فيها بل هي مسئولية المصريين وكل مايقال غير ذلك هراء ولو استمر البعض في مصر في إلقاء اللوم علي أطراف أخري لن يساعدهم ذلك علي حل مشاكلهم بل إن من يريد المساعدة من الخارج قد يتوقف عن ذلك خوفا من تلك الأقاويل. ربما جاءت الدعاوي في بعض الأروقة في واشنطن لإقامة دولة قبطية في مصر لتزيد من اشتعال الأمر؟ أعتقد أن الإدارة الأمريكية لا تعبأ بهذه المطالب وهذا الأمر ليس علي أجندة الحكومات الغربية ولم أر أدلة علي مايقال عن وجود تدريبات في الخارج لبعض الثوار وأعتقد أن هذه المقولات إهانة للثوار, والناس كانت تريد التغيير وكان سيحدث إن آجلا أو عاجلا. ألا تشعرون بالقلق من زيادة نفوذ الإخوان المسلمين في مصر؟ نحن برجماتيون وعمليون في هذا الأمر وندرك أن الأرضية السياسية تغيرت في مصر والحقيقة أن الإخوان يقولون أشياء كثيرة مطمئنة ولكننا سنحدد موقفنا بناء علي ما يفعلونه وليس ما يقولونه. كيف يمكن لبريطانيا مساعدة مصر في الفترة الصعبة الحالية؟ هناك مساعدات عن طريق وجود بريطانيا في مجموعة الثماني الصناعية الكبري وأخري عن طريق الاتحاد الأوروبي وثالثة بشكل منفرد ثنائي بين مصر وبريطانيا, فمثلا هناك زيادات في الاستثمارات البريطانية في مجال البترول لشركة( بريتش بتروليم) إلي11 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة وكذلك شركة( بريتش غاز) إلي2.5 مليار دولار في العام المقبل والحكومة البريطانية لا تستطيع إجبار المستثمرين في القطاع الخاص علي الاستثمار في مصر ولكنني في الحقيقة لم أجد أي إشارة للإنسحاب من أي الشركات البريطانية الكبري العاملة في مصر في كل المجالات سواء البنوك أو البترول أو الاتصالات أو غيرها وأيضا فإن الحكومة البريطانية مستعدة لتقديم أي مساعدات تقنية في تدريب الشرطة ومحاربة الفساد والإصلاح السياسي والاقتصادي وإدارة التصويت والانتخابات.