حازم أبو دومة قال تعالي:( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق)( فصلت:53) حول التفسير العلمي للآية السابقة يقول الدكتور حامد ابراهيم الحامد المتخصص في هندسة الفضاء جامعة واشنطن والحاصل علي بكالوريوس علوم تفسير القرآن من جامعة باسيفيك كاليفورنيا إن هذه الآية توضح لنا الرؤية في الماضي والحاضر نحو السموات السبع.. وأنها إعجازية في الآفاق. قد كانت كائنة منذ بداية الكون والخلق أي منذ الانفجار الكوني الأول ولكنها أغشيت عن أبصارنا حتي جاء وقت الاكتشافات العلمية فواكب ظهور ووضوح الآية القرآنية الإعجازية مع اكتشاف الآية الكونية.. وذلك حين ظهر التليسكوب في عام1609 م.. وبهذا أرانا الله بوعده الحق الذي كان خفي علينا رؤياه فيما مضي وهذه التي أشار الحق إليها بكلمة في الآفاق وأما بالنسبة إلي قوله تعالي وفي أنفسهم فلقد أرانا إياها في دقته بواسطة الميكروسكوب والذي ظهر في عام1590 م, إن هذه الآية القرآنية الإعجازية الكريمة. لتعتبر من أكثر الآيات إعجازا في القرآن الكريم في خلق الله ومن خلال مشاهداتنا.. وملاحظاتنا.. في الآفاق عن طريق المنظار العملاق( هابل) فقد علمنا أن هناك أكثر من300 مليار مجرة في الكون كل منها تحتوي300 مليار كوكب ونجم.. والنجم بحق وحدة بناء الكون.. ولكن رؤيانا للنفس البشرية,, وخلقها خلال التليسكوب, فإننا نري تريليونا من الخلايا الحية في الجسد الإنساني, كل منها.. تعلم ماذا تفعل.. وماذا تنتج خلال عملها الدءوب ليل نهار دون توقف أو إجازة طرفة عين, كل منها تعلم علم اليقين ماذا عملها. ودورها في الكائن البشري.. وهي لبنة الجسد البشري القويم وكذلك نري في هذه الآية الكريمة تلميحا إلي عدد النجوم اللانهائي في الآفاق.. مقرونا بالتلميح إلي عدد الخلايا في الجسم الإنساني في أنفسهم بالنسبة إلي التركيب واللاتفاوت. وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها( سورة النمل:93) وأهم إعجاز هنا أن جميع لبنات الكون( النجوم) ولبنات الجسم الإنساني( الخلايا) كلها تتكون من شيء أصيل واحد وهو( الذرة) والذرة هي أصل كل العناصر في الكون وهي92 عنصرا.. في جدول مندليف ومايور والتي تكون منها آلاف المركبات الحيوية في هذا الكون اللانهائي. وقد تلاحظ أيضا أن كلمة الآفاق جاءت قبل كلمة النفس وذلك لأن خلق الأول الآفاق أعظم من خلق النفس البشرية.(لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون). وكما يشير الدكتور حامد في نص البيان العربي الإعجازي فإن لفظ الآيات ينطق بصيغة المؤنث بينما الضمير أنه يشير إلي صيغة التذكير, وهذا يعني أنه ليست الآيات هي مقصودة الحقيقة.. وإنما تعني علي الإطلاق أن آيات الله الإعجازية في كونه هي التي تمدنا بحقيقة أن القرآن حق ولقد جاءت كلمة وفي أنفسهم تالية لكلمة الآفاق لتلفت الانتباه إلي حقيقة أن الإنسان وهو قطرة المني ذلك الخصم المبين هو في حد ذاته آية من الخلق, بل هناك آيات أخري لاتحصي وعلامات في طبيعة خلقه وداخله بل تكوينه العضوي والفكري. وهو عاجز أمامهم جميعا, ولا يمكن له أن يغير بعضا منها. وفوق ذلك فإنه لم يزل هناك آيات إعجازية في عمق نفسه تغشي كل جسده وعقله. وهو يقف أمامها مكتوف الأيدي ولا حول ولا قوة له في أن يغيرها أو يعدلها او يعطلها. إنها قوانين كونية مودعة في نفسه وخلقه قوانين جارية عليه لايمكن أن تتوقف( ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور, ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير). ومن هنا يجب علي الإنسان أن يعرف قيمته لكي يعرف بدوره عظمة الله.. الكبير المتعال. الخالق القادر المصور.. ولذلك فإن الدليل والبرهان الرابض في نفسه خير له من أن يستدل عليه من غيره.