دكتور حامد شعبان : ولد الامام الأكبر الشيخ محمود شلتوت صاحب العلم العميق الدقيق, والخلق الرفيع السمح, والفتاوي المتقنة جليلة النفع عظيمة الأثر, والانتاج الغزير في الفقه والشريعة والتفسير والتوجيه ببلدة منية بني منصور بمحافظة البحيرة في سنة 1893 ، وحفظ القرآن الكريم, ثم التحق بمعهد الاسكندرية الديني سنة 1906 ونال الشهادة العالمية النظامية سنة 1918 وكان أول الناجحين, وعين مدرسا بمعهد الاسكندرية الديني سنة.1919 وفي الاسكندرية برز نشاطه العلمي, مهتما بكل ما يتصل بعلوم الدين, من فقه وتفسير وحديث, وتابعته الدوائر العلمية والصحافة في إعجاب كبير, وأدرك طلابه أن درسه يعتمد علي العمق والجد, ويناهض الجمود والتقليد والتشدد والتعسف والعصبية المذهبية, وعرفوا أنه قويم الرأي, يدعمه بالبرهان الساطع والدليل الأقوي, يؤثر اليسر والاعتدال, ويتجه إلي كل غاية, كما أدركوا أنه يحرص دائما علي إرشادهم إلي ما ينفعهم حتي لا يزيغوا عن القصد أو ينحرفوا عن الغرض, لقد خصص حياته للبحث والدرس والتحقيق سعيا إلي ما هو أشد نفعا لخدمة الشريعة, ومحاربا كل ما يحبس العقول ويعطل كتاب الله, ويسد باب الاجتهاد في الشريعة الاسلامية. وفي سنة1927 نقل مدرسا في القسم العالي بالقاهرة, ثم اصبح مدرسا للفقه الاسلامي باقسام التخصص, فزاد نشاطه العلمي, وبهر الناس بسعة علمه, وشمول معارفه, ورحابة صدره, ودماثة خلقه, وفي سنة1941 عين عضوا في جماعة كبار العلماء, وفي سنة1957 عين مستشارا في المؤتمر الاسلامي, ثم عين وكيلا للجامع الأزهر ثم شيخا للأزهر من سنة1958 إلي وفاته سنة1963 , حاملا لقب الامام الأكبر الذي سعد به سنة1961 , ليكون أول من يحمله عن جدارة واستحقاق, وتكريم لعالم جليل مخلص سمح, علا أفق تفكيره, وسما حكمه, وتميز بمنهج دقيق يرضي العقول والقلوب, معتصما بالاصلاح والتجديد, والأمانة والكفاية والأدب الرقيق.