أشارت تحاليل نتائج الدراسة التي أعدتها الباحثة ماري كمال حول تقييم تأثير بعض العوامل البيئية والهيدرولوجية علي توزيع وانتشار قواقع المياه العذبة الناقلة للامراض, وبالأخص مرض البلهارسيا بنوعيها المعوية والبولية للانسان. , ومرض الفاشيولا للأبقار والاغنام وايضا للانسان, إلي وجود اتجاه عام لسلوك قواقع المياه العذبة الناقلة للامراض في منطقتي الدراسة, في الاراضي القديمة الممثلة في نظام الري السطحي التقليدي بمحافظة كفر الشيخ وفي الاراضي الجديدة الممثلة في نظام الري بترعة السلام غرب وشرق قناة السويس ومشروع تنمية شمال سيناء والتي تم فيها خلط مياه الصرف بمياه نهر النيل بنسبة1:1 حيث ثبت أن القواقع تستطيع التكيف مع مجموعة كبيرة من المتغيرات البيئية, مما يجعلها خطرا فعليا علي الصحة العامة للانسان, وعلي الرغم من أن القواقع الناقلة المختلفة تشترك في وجودها بأعلي معدل في الربيع, حيث تسود درجات الحرارة المعتدلة إلا انها تختلف في درجة تحملها لتلوث المياه, وأظهرت النتائج الاحصائية للدراسة التي حكمها الدكاترة محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه وسمير البلتاجي استاذ علم اللافقاريات بتربية عين شمس وعبدالله ابراهيم استاذ الرخويات الطبية بعلوم عين شمس, ايضا انه يمكن التنبؤ بوجود القواقع الناقلة للبلهارسيا في ترعة السلام علي اساس عدة مؤشرات بيئية في مقدمتها كثافة النباتات المائية التي تشكل المصدر الرئيسي للغذاء والمأوي للقواقع ونسبة الكالسيوم في المياه, حيث تحتاج إليه القواقع لتكوين الصدفة الخارجية الواقية, واخيرا, فإن خرائط المخاطر البيئية المحتملة التي تم اعدادها باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية ( جى آى إس ) قد نجحت في تحديد المواقع الأكثر تعرضا لانتشار القواقع, وبالتالي لاحتمالية انتشار المرض. ويمكن القول إن هذه الدراسة انما تمهد الطريق لتوفير الإطار الاساسي لاعداد نظام للانذار المبكر عن الامراض المتعلقة بالمياه, والمنقولة بالقواقع الناقلة والآثار الصحية والاقتصادية الناجمة عنها, كما يمكن لفت نظر المسئولين في مجال الصحة في مصر قبل وقوع الخطر المتوقع لكي يتخذوا تدابير المكافحة المناسبة, وتطبيقها من خلال نهج الإدارة المتكاملة لموارد المياه, الأمر الذي يتطلب التعاون فيما بين التخصصات المشتركة من جميع السلطات الحكومية والشعبية ذات الصلة بالتنمية المستدامة علي أساس البيئة أولا واخيرا.