حالة من التعتيم الإعلامى غير المسبوق يشهدها مستشفى شرم الشيخ الدولى عن ميعاد نقل الرئيس السابق حسنى مبارك الى محبسه بسجن طره أو أحد المستشفيات الأخرى لاستكمال العلاج. وأصبح من الصعب الحصول على أية معلومات عن الحالة الصحية لمبارك من الدكتور محمد فتح الله مدير عام مستشفى شرم الشيخ الدولى الذى رفض نهائيا التحديث فى هذا الموضوع. وعلمت "الأهرام" أن حالة الرئيس السابق النفسية غير مستقرة, حيث تأتى نوبات الاكتئاب بصفة متلاحقة منذ مساء أمس الأول أكثر هما كانت عليه من قبل فى ظل الأحداث المتلاحقة منذ يوم الجمعة الماضى والتى بدأت بالمظاهرات الحاشدة أمام مستشفى شرم الشيخ الدولى إلا أن حالته ازدادت سوء أمس بعد علمه بمعاينة اللجنة الطبية الخماسية لمستشفى سجن طره لبحث امكانية نقله فى ضوء التقرير الشامل عن صحته ومدى صلاحية المستشفى لمثل حالة مبارك وتخوفه من نقله خاصة أن مستشفى شرم الشيخ يتمتع بوجود أعلى الخدمات الطبية وكل الامكانيات التى تتطلبها مثل هذه الحالات فضلا عن علمه بمثول نجليه علاء وجمال للتحقيق امام جهاز الكسب غير المشروع بالأمس أيضا وكذلك قرار تغريمه 200 مليون جنيه بسبب قطع الاتصالات اثناء احداث الثورة. ورفض مبارك تناول الطعام مما استدعى تدخل الفريق الطبى المعالج له فى محاولة منهم لاعادته الى حالته الطبيعية خاصة بعد أن فقد جزءا كبيرا من وزنه وبدت عليه علامات الهزال الشديد فيما ظل طوال الوقت صامتا لايتحدث مع أحد ويردد (ربنا كبير). أما زوجته سوزان ثابت فتلازمه طوال اليوم ولاتخرج من المستشفى إلا نادرا واذا خرجت متوجهة الى مقر اقامتها ولاتغيب أكثر من ساعتين وتعود مرة أخرى الى المستشفى بينما أختفت هايدى راسخ زوجة علاء مبارك ولم تعد تظهر بالمستشفى منذ ثلاثة أيام فى حين زارته أمس خديجة زوجة نجله جمال من ناحية أخرى تقرر تكثيف الوجود الأمنى أمام السور الخارجى لمستشفى شرم الشيخ, حيث توجد حاليا 8 سيارات أمن مركزى لتأمين المبنى من الخارج تحسبا لأى محاولة لاقتحامه. وكانت "الأهرام" قد حذرت أمس من ضعف الاجراءات الأمنية امام السور الخارجى, والباب الرئيسى للمستشفى, حيث عدد محدود من جنود الأمن المركزى غير المسلحين امام المبنى لتأمينه من الخارج, الأمر الذى فتح الباب امام تناثر الشائعات حول مغادرة الرئيس السابق محبسه بالمستشفى سرا ونقله الى مكان أخر مجهول. كما علمت "الأهرام" من مصدر أمنى أن زوجتى جمال وعلاء مبارك خديجة الجمال, وهايدى راسخ تقيمان حاليا فى قصر مبارك بمنتجع الجولف بشرم الشيخ, والذى يملكه رجل الأعمال الهارب حسين سالم, صاحب الصفقة الشهيرة لتصدير الغاز المصرى لاسرائيل, وذلك بعد انتهاء التحقيقات معهن فى حجاز الكسب غير المشروع ويشهد الطريق المؤدى الى القصر اجراءات أمنية مشددة, حيث تم اغلاق الطريق بالعديد من الكمائن الأمنية, لمنع دخول السيارات الى منطقة القصر, مهما كانت الأسباب. من جانبه نفى اللواء محمد الخطيب مدير أمن جنوبسيناء ما تردد بشأن اختراق أحد الاعلاميين للمستشفى وتصوير الطابق الثالث الذى يقيم فيه الرئيس السابق لتلقى العلاج مؤكدا أنه غير مسموح على الاطلاق الصعود للطابق الثالث لكل وسائل الاعلام باعتبار أن مبارك محبوس احتياطيا على ذمة القضايا المنسوبة اليه وأن دور الأمن يقتصر فقط على حراسته كمسجون عادى. على الجانب الأخر أكد مصدر مسئول بمطار شرم الشيخ الدولى أن المطار لم يتلق أى اخطارات بشأن هبوط طائرة خاصة أو حربية لنقل الرئيس السابق.