حوار الطرشان هل صدمك ما شهدته جلسات الحوار الوطني من فوضي وعبث ومهازل؟ كثيرون صدموا وحزنوا حزنا شديدا علي ما وقع, وتساءلوا في حيرة: أهؤلاء هم من سيعهد إليهم ارشادنا للطريق القويم, نحو مستقبل يشع نورا وبهاء واستقرارا؟ لاخراجك من دومة الحيرة, اصارحك بانني لست ممن صدمهم عبثية وقائع فتنة الحوار الوطني, ولي أسبابي المنطقية, الخصها بالاعتراف بحقيقة أننا غرباء علي ثقافة التحاور, فنحن لم نعتد علي الانصات لبعضنا البعض, والتسامح مع المختلف معنا في الرأي والتوجه, وتألفنا مع آن كل مخالف ومعارض للرائج لابد ان يكون من جيش العملاء المؤجرين الذين تحركهم وتوجههم قوي خارجية. ويستفزك ان من كانوا حتي100 يوم مضت يتهمون الحزب الوطني المنحل بانه لا يستمع سوي لصوته وحسب, وانه يحتكر كل شئ بلا منافس ولا منازع, هم من يقفون اليوم لاسكات اصوات الأخرين, ويعتبرون أنفسهم اصحاب الحق في تحديد من يتحدث ومن يصمت, ويغضون الطرف عن مطالبهم القديمة بالتنوع واثراء المناقشات بكل الآراء والاتجاهات. أنا لا ابرر ولا آدافع عن دعوة بعض الشخصيات المحسوبة علي الحزب الوطني, لكن لو انسقنا خلف دعاوي الاستئصال والاستبعاد, لتعين علينا تنحية نصف المصريين علي الاقل من المشهد العام لعلاقتهم بالحزب ورموزه ونشاطاته. ولو من بعيد ثم هل محتم التجاوب مع كل مطالبات شباب الثورة باعتبارها فرض عين يؤثم من لا ينصاع لها صاغرا بدون ان يتفوه بكلمة واحدة؟. مشاهد الحوار الوطني المخزية, وخناقات الحاضرين علي البوفية, كشفت عورات البيت المصري الواجب التخلص منها سريعا, منها ان العشوائية حاكمة وموجهة لحركتنا, ولا نعد العدة لما نسعي لانجازه, وانه قبل الاندفاع لبدء حوار وطني حقيقي مطلوب ان نعبد التربة لتصالح المتخاصمين سياسيا ودينيا, لكي لا نبتلي بفتنة جديدة اسمها الحوار الوطني, وكفانا الله مزيدا من الفتن وشحن النفوس [email protected] . المزيد من أعمدة محمد إبراهيم الدسوقي