نأمل أن يتضمن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي سيعرض علي البرلمان في دورته الحالية تقنينا شاملا لكل المسائل الموضوعية والإجرائية المتعلقة بالأسرة. كما ينبغي أن يصوب أي خلل موجود في القوانين الحالية, ويضم حلولا متوازنة وواقعية في المنازعات المتعلقة بالرؤية والحضانة والنفقات والنسب, بعد تنامي ظاهرة الطلاق أو التطليق وما يتبعه من لدد في الخصومة ليس ناتجا عن مشاكل فردية سلوكية أو اجتماعية, بل عن خلل تشريعي أدي الي حدوث نحو خمسة ملايين حالة طلاق حتي الآن. إن أهمية هذا المشروع تبرز إذا أدركنا حقيقة أنه لا يوجد منزل في مصر يخلو من تجربة أحوال شخصية, وفي النهاية الأطفال هم ضحايا الطلاق. ونأمل أيضا أن يرسخ المشروع الجديد دعائم استقرار الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية في بنيان المجتمع, وأن يعالج المشاكل الحقيقية بدلا من دفن الرؤوس في الرمال أو مصمصة الشفاه, علي أن اعتقاد ظاهرة التفكك الأسري هي إفراز التغيرات الاجتماعية والسلوكية داخل الوطن. فهناك من يري من الأزواج أنه منذ صدور القانونين رقمي(1) لسنة2000 بشأن تنظيم أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية, و(10) لسنة2004 بإنشاء محاكم الأسرة وما تبعهما من تعديلات جزئية بصدور القانون رقم(4) لسنة2005 والخاص بمد فترة الولاية التعليمية من الولي الطبيعي ومنحه للحاضنة, أصبح الموقف القانوني للزوجة قويا جدا علي حساب الزوج الذي يعاني من موقف قانوني ضعيف, وفي المقابل هناك من الزوجات من تري عكس ذلك. وبعيدا عن الكيد والعناد والخلافات بين المطلق والمطلقة.. نجزم بأن حنان الأم لا يعوضه أي حنان, ولابد أن يقوم الأب برعاية ابنه المحضون لأمه, ويجب أن يفهم الطرفان أن الأب مسئول مسئولية كاملة عن طفله المحضون لأمه, والحاضنة يجب أن تعلم أيضا أن الطفل المحضون لها في حاجة لصحبة أبيه, إذا فهم الطرفان ذلك, ومعهما أسرتا الطرفين من هواة العكننة والتسلط, فسوف ينصلح الحال!!