يعقد حزب العدل, مؤتمره التأسيسي الأول مساء اليوم, مؤذنا بميلاد أول حزب سياسي يؤسس لتيار وسط رئيسي يتجاوز القوالب الإيديولوجية الجامدة ويتصالح مع الأديان. والتراث ودولة المؤسسات المدنية ويشجع الاستثمار المنتج للقطاع الخاص مع إيمان عميق بالدور الإجتماعي للدولة ويستند الحزب- الذي يعرف نفسه بأنه حزب البرنامج وليس الإيديولوجيا- إلي قاعدة صلبة ونوعية من الناشطين الشباب الذين شاركوا ونظموا أحداث ثورة25 ينايرعلي الأرض, من بينهم ناشطون بالجمعية الوطنية للتغيير. ويعتمد الحزب الذي يرفض وضعه ضمن التصنيفات الإيديولوجية الشائعة( اشتراكي ليبرالي شيوعي إلخ)- علي تنظيم سياسي غير تقليدي يتجاوز أبرز العيوب التي أعاقت التجربة الحزبية الثانية في مصر, وأهمها المركزية والنظام الهرمي, اللتان حصرا النشاط الحزبي خلال الثلاثين عاما الماضية في غرف مغلقة بالمقرات الرئيسية في العاصمة وجعل القرار في يد مجموعات صغيرة من النخبة. ويسعي الحزب من خلال تنظيم متطور يتسم ب المرونة والتعدد والضخامة, إلي حشد المصالح الاجتماعية لكل المصريين, عبر استحداث ما يسمي بالمنظمات المهنية( فلاحين ونجارين وحدادين ومهندسين إلخ) وجعلها أحد أركان هيكله التنظيمي, وخلق أرض مستوية وقواعد عادلة للمنافسة والترقي بين أعضائه بغض النظر عن مركزهم الإجتماعي ونفوذهم المادي والنطاق الجغرافي للوحدة الحزبية( الدائرة الانتخابية) التي ينتمون لها, بما يقضي علي أمراض تصلب الشرايين والطبقية الحزبية التي ضربت الأحزاب المصرية القديمة. ويحاول الحزب وفقا لمصطفي النجار أحد وكلائه المؤسسين قطع الطريق علي عمليات التشكيك الجاهزة في مصادر تمويله وتأثيرها في قراره السياسي, بفصل عملية التمويل عن إدارة الحزب, وإبعاد الممولين عن المستويات الإدارية ومراكز صناعة القرار وانتهاج مبدأ الشفافية بإعلان أسماء ممولي الحزب بشكل منتظم, وقصر قبول التبرعات علي العينية فقط ورفض النقدية, وعدم تلقي أي دعم من رجال أعمال ينتمون للنظام السابق أو من جهات خارجية. وعلمت الأهرام أن ما يزيد علي30 من رجال الاعمال أغلبهم من الشباب شاركوا في عملية التمويل من بينهم كريم العسال ومؤمن الحسينيوحاتم الدهان ووليد عليم وهشام فاروق وأحمد فهيموعازر فرج وهشام الخازندار وشهاب مرزبانوطارق خليل ومحمد العديسي, وطارق نجارة وعمر المراغي. ويقوم العمل داخل الحزب الذي تحول مقره الرئيسي في جاردن سيتي إلي خلايا نحل من الشباب- علي مجموعة من القيم هي المنهجية والعمل الجماعي والمبادرة الذاتية, وهو ما يفسر نجاح الحزب في تحقيق أعلي معدل للنمو بين الأحزاب الجديدة, مستبقا الإعلان عن تأسيسه بفتح8 مقرات في القاهرة والمحافظات, وتدشين حملة إعلانية في بعض الصحف وشوارع القاهرة وعلي صفحات الانترنت بشكل ممنهج, و الاستعداد لتقديم5 آلاف توكيل للشهر العقاري وهو العدد القانوني لتأسيس حزب, وتدريب5 آلاف ناشط في المحافظات المختلفةعلي التسويق السياسي والاتصال الجماهيري. ويتكون الهيكل المؤقت للحزب الذي يصف نفسه بأنه حزب المنهج وليس حزب الأشخاص- من لجنة استشارية تضم في عضويتها عبد الجليل مصطفي ونهي الزيني ومني البرادعي ومنصور حسنوسمير مرقص وعبد الرحمن يوسف ومعز مسعود, ولجنة تنسيقيةتضم عمرو الشوبكي ووكلاء مؤسسي الحزب من قيادات شباب الثورة مصطفي النجار وعبد المنعم إمام وأحمد شكري وياسر الهواري, ولجنة عليا تضم مسئولي المحافظات واللجان النوعية وعددها22 لجنة. وتقوم اللجنة الاستشارية التي لا تدخل ضمن الهيكل التنظيمي للحزب بأداء مهام الرقابة والمتابعة والمشورة بهدف الحفاظ علي هوية ومبادئ الحزب وأفكاره وضمان عدم حياده عن الطريق الذي رسمه من البداية, إضافة إلي عملها كآلية لفض المنازعات بين أعضائه. وأسفرت نتائج الدراسات الأولية التي أجرتها وحدة أبحاث الإنتخابات البرلمانية وقياسات الرأي العام بالحزب, عن إمكانية منافسة الحزب علي50 إلي75 من مقاعد البرلمان, في ضوء شبكة العلاقات التي نجح في تكوينها وتضم رموز العائلات وأصحاب النفوذ المحلي في هذه الدوائر.